قرية الأصبح في القنيطرة.. تهميش مزمن واستغلال إسرائيلي وسط غياب الدولة

في ريف القنيطرة الجنوبي، تعيش قرية الأصبح واقعاً مركّباً من الإهمال الرسمي ومحاولات الاستغلال من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ما جعلها نموذجاً لمعاناة القرى الحدودية المهملة، حيث تتداخل الجغرافيا مع الفقر وغياب الخدمات، مقابل محاولات الاحتلال النفاذ عبر تقديم مساعدات ووعود مرفوضة شعبياً.

إهمال كامل وخدمات مفقودة

الأصبح، التابعة إدارياً لبلدية الرفيد، تعاني من غياب أبسط الخدمات الأساسية:

  • لا مياه كافية للزراعة أو الاستخدام اليومي.

  • شبكة كهرباء متقطعة ومواصلات شبه معدومة.

  • لا نقطة طبية أو مركز إسعاف، وأقرب مستشفى يبعد 30 كيلومتراً.

  • تراكم النفايات حتى أمام المسجد، وطلب مبالغ مالية من الأهالي لتشغيل شاحنة القمامة.

الإنترنت غائب، وشبكات الصرف الصحي متدهورة، فيما تتحول الطرق الترابية إلى عائق يومي أمام تنقل السكان.

زراعة تنهار وديون تتراكم

القطاع الزراعي، وهو مصدر رزق أساسي لأهالي القرية، يواجه انهياراً مستمراً نتيجة:

  • شح المياه وغياب مشاريع الري.

  • تلوث الأراضي بمياه الصرف الصحي.

  • فشل المواسم الزراعية وغياب الدعم الرسمي.

مربو المواشي يواجهون ديوناً متراكمة وصلت إلى عشرات الملايين، بعد تراجع إنتاج القمح والشعير بسبب ضعف الهطولات المطرية وارتفاع أسعار الأعلاف، ما يهدد الثروة الحيوانية داخل القرية.

الاحتلال الإسرائيلي.. استغلال الفراغ والخدمات الغائبة

في ظل غياب الحلول الرسمية، تحاول قوات الاحتلال الإسرائيلي الدخول من باب “المساعدة”، من خلال:

  • عروض لفتح نقطة طبية داخل القرية.

  • تقديم خدمات ومساعدات غذائية أو طبية.

  • تسيير دوريات داخل القرية ومحاولة التواصل مع وجهائها.

مختار القرية، أبو عمر، أكّد أن الاحتلال دخل منزله شخصياً لعرض تقديم نقطة طبية، لكنه رفض بشكل قاطع، وهو موقف يعبّر عنه غالبية الأهالي الذين يرون في هذه العروض محاولة لفرض واقع سياسي وأمني جديد.

خطر صامت وإعلام غائب

رغم كل ما تعيشه القرية من حرمان وضغوط، لا حضور رسمياً أو إعلامياً يُذكر:

  • لا زيارات لمسؤولين.

  • لا خطط حكومية لتحسين الواقع.

  • لا تغطية إعلامية توثّق معاناة السكان.

هذا الغياب يعمّق شعور الأهالي بالعزلة، ويدفعهم للاعتماد على إمكانياتهم المحدودة في مواجهة الفقر والاستفزازات اليومية.

مطالب واضحة.. ورفض للابتزاز

السكان لا يطالبون بامتيازات، بل بالحد الأدنى:

  • خدمات بلدية منتظمة.

  • نقطة طبية أو سيارة إسعاف.

  • دعم زراعي ومياه للري.

  • شبكة نقل تربطهم بالمناطق المجاورة.

وفي الوقت نفسه، يؤكدون رفضهم لأي تدخل إسرائيلي مهما كانت المغريات، مشددين على أن الخدمات يجب أن تأتي من الدولة، لا من قوة احتلال.

اقرأ أيضاً:القنيطرة – طلاب مدينة السلام بين تحديات الاحتلال والواقع التعليمي

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.