رواتب شرطة المرور في سوريا: مناطقية وولاء أم عدالة؟

أثار حديث الإعلامي المقرب من السلطة الانتقالية في سوريا، موسى العمر، حول تفاوت رواتب عناصر شرطة المرور جدلاً واسعًا بين السوريين، وأعاد إلى الواجهة التساؤلات حول آليات توزيع الموارد الحكومية وكيفية تحديد الرواتب في البلاد.

في مقابلة على القناة الإخبارية السورية الرسمية، ذكر العمر أن أحد عناصر شرطة المرور يتقاضى راتبًا قدره 450 دولارًا، بينما يبلغ راتب زميله الآخر 150 دولارًا فقط. وأوضح العمر أن الشرطي الأعلى راتبًا ينحدر من محافظة إدلب، ما أثار جدلاً واسعًا حول ما إذا كانت الرواتب تُوزع وفق المناطقية أو الولاء للسلطات المحلية الجديدة، بما في ذلك جماعة هيئة تحرير الشام.

المواطنون السوريون عبروا عن استيائهم من هذه الفروقات الكبيرة، متسائلين عن معايير التعيين وتحديد الرواتب وكيفية إدارة الموارد العامة في حال وجودها، وسط تزايد الشعور بالتمييز بين أبناء المحافظات.

وأكد أحد السكان من دمشق، في حديثه لشبكة “داما بوست”، أن بعض الموظفين الجدد في دائرة النفوس يصفون من لم يقم بالإقامة في إدلب خلال سنوات الحرب السورية بـ”فلول النظام السابق”، حتى وإن كانوا من الطائفة السنية، ما يعكس انتشار الثقافة المناطقية والولاء السياسي كأساس لتحديد الامتيازات الوظيفية.

توضح هذه الحالة أن مواطنين من بعض المحافظات أو الذي ينتمي إلى ولاء محدد داخل السلطة الجديدة يعيش ضمن الطبقة الأكثر رفاهية واستفادة من الموارد العامة، بينما تأتي بعدها الطبقات الأخرى بحسب المناطقية والطائفية. وهو ما يطرح تساؤلات حقيقية حول العدالة في توزيع الرواتب وفرص العمل والموارد في سوريا، ويزيد من مخاوف استمرار تفاقم الفجوة بين السوريين بحسب مناطقهم وولاءاتهم السياسية.

إقرأ أيضاً: زيادة أسعار الكهرباء في سوريا… واقع مرير وأزمات متتالية

إقرأ أيضاً: المناطق الصناعية في حلب تعاني نقص الخدمات وتفاوت الدعم

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.