حصار الشيخ مقصود والأشرفية مستمر والأزمة المعيشية تتفاقم

رغم فتح الطرقات بين عدد من أحياء مدينة حلب خلال الأسابيع الماضية، ما يزال حيّا الشيخ مقصود والأشرفية يواجهان أزمة معيشية خانقة بسبب استمرار القيود على دخول المواد الأساسية، وفق ما تؤكده مصادر محلية وحقوقية.

فمنذ أواخر أيلول/سبتمبر، تشهد المنطقتان تراجعاً كبيراً في الإمدادات الغذائية والوقود والأدوية، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني إذا لم تُرفع الإجراءات المشددة بشكل كامل.

الأفران مهددة بالتوقف… ومخزون الطحين يشارف على النفاد

المرصد السوري لحقوق الإنسان حذّر من أن احتياطيات الطحين في الشيخ مقصود والأشرفية على وشك النفاد، مشيراً إلى أن الأفران المتبقية تعمل بطاقة منخفضة، ولم يعد ما لديها من طحين كافياً سوى لأيام معدودة. وأكد أن توقف الأفران بشكل كامل قد يؤدي إلى أزمة خبز تطال عشرات الآلاف من السكان.

المصادر تشير كذلك إلى أن الحصار المفروض يمنع دخول شحنات الطحين والمحروقات والمواد الأساسية، ما تسبب بارتفاع كبير في الأسعار وندرة السلع داخل الأسواق المحلية.

33 مركز خبز مهدد بالتوقف

عائشة حنان، الإدارية في مؤسسة الاقتصاد الاجتماعي المسؤولة عن تسيير شؤون الحيين، قالت لوكالة “هاوار” إن الوضع أصبح “خطيراً للغاية”، موضحة أن 33 مركزاً لتوزيع الخبز تعتمد بشكل كامل على الأفران المحلية.

ووفق حنان، كان يتم يومياً قبل الحصار استهلاك نحو 33 طناً من الطحين، فيما ارتفع الطلب حالياً إلى ما بين 42 و48 طناً لإنتاج حوالي 65 ألف ربطة خبز يومياً، نتيجة صعوبة التنقل بين الأحياء وازدياد الاعتماد على الأفران المحلية. ومع منع دخول الطحين منذ أسابيع، أصبحت الأفران مهددة بالتوقف خلال أيام.

شلل اقتصادي وفقدان لفرص العمل

الأزمة لم تتوقف عند الخبز، إذ تأثرت أيضاً الأنشطة الاقتصادية والصناعية في الحيين. العديد من الورش والمعامل توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود وصعوبة نقل المواد الخام والمنتجات، ما أدى إلى فقدان مئات العمال لمصدر دخلهم.

ومع اقتراب فصل الشتاء، تتزايد المخاوف لدى السكان من تفاقم المعاناة، في ظل انقطاع شبه كامل للمحروقات، واقتصار تشغيل المولدات الكهربائية على ساعتين فقط يومياً، بالتزامن مع ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية والدوائية.

تحذيرات من “كارثة إنسانية” وصمت رسمي

المرصد السوري لحقوق الإنسان شدّد على أن استمرار الحصار “يهدّد بتحوّل الأزمة إلى كارثة إنسانية كاملة الأبعاد”، مؤكداً أن فتح الطرقات لم يؤدِ إلى إنهاء القيود المفروضة فعلياً على دخول المواد الأساسية.

وطالب المرصد الجهات المعنية برفع الحصار فوراً وتأمين وصول الإمدادات الغذائية والدوائية والوقود إلى الحيين، محذراً من أن التأخير قد يفاقم الأوضاع بشكل يصعب تداركه.

في المقابل، لم تصدر حتى الآن أي تصريحات رسمية من الحكومة الانتقالية حول أسباب استمرار الحصار، رغم تعهدات سابقة بالسماح بمرور الشاحنات نحو المنطقة.

اقرأ أيضاً:دمج قسد بالجيش السوري الجديد: دير الزور محطة الاختبار الأولى لاتفاق آذار/مارس

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.