سيبان حمو: اللامركزية ليست خيانة.. وسوريا لن تُبنى بالهيمنة بل بالشراكة الوطنية

تشهد الساحة السورية خلال الأسابيع الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في النقاشات حول مستقبل نظام الحكم وشكل الدولة، في ظل التحولات السياسية والعسكرية التي شهدتها البلاد خلال العام الأخير.

وتبرز اليوم مطالب متزايدة باتجاه إقامة نظام لا مركزي ديمقراطي يضمن مشاركة جميع المكونات السورية في إدارة البلاد، ويمنع عودة الاستبداد، وسط دعوات حقوقية وشعبية لإطلاق حوار وطني شامل وصياغة دستور جديد يؤكد على المواطنة والعدالة والتنوع.

نريد اندماجًا وطنيًا حقيقيًا لا شكليًا”:

في هذا السياق، قال القيادي الكردي سيبان حمو، عضو القيادة العامة في قوات سوريا الديمقراطية، إن “سوريا اليوم تعيش إحدى أسوأ مراحلها”، مشيرًا إلى أن “الطريق إلى إنقاذ البلاد يمر عبر الاندماج الوطني الحقيقي، لا عبر الاندماجات الشكلية التي تُصاغ لإرضاء أطراف خارجية”.

وأضاف حمو: “نريد اندماجًا وطنيًا يحقق أهداف الثورة، لا اندماجًا شكليًا يجمّل الواقع ولا يغيّره.”

وأكد أن مبدأ اللامركزية الذي كان محل توافق واسع في مؤتمر الرياض عام 2015، بات اليوم محل رفض من بعض الأطراف التي كانت قد وقّعت عليه آنذاك، واصفًا ذلك بـ“المفارقة المؤلمة”.

وأشار حمو إلى أن البيان الختامي لمؤتمر الرياض نصّ بوضوح على “الإيمان بالدولة المدنية السورية، وسيادتها على كامل أراضيها، على أساس مبدأ اللامركزية الإدارية”، معتبرًا أن هذا المبدأ “ليس نزوة سياسية ولا مطلبًا فئويًا، بل مشروع بقاء وعدالة، هدفه أن تُدار سوريا بعقل المؤسسات لا بعقل المكاتب الأمنية”.

اللامركزية ليست تقسيمًا بل ضمان لوحدة الدولة”:

واعتبر حمو أن الواقع السوري اليوم يُظهر أن البلاد لم تعد دولة مركزية بالمعنى التقليدي، بل “بلد مقسّم فعليًا إلى أكثر من أربعين منطقة نفوذ، لكل منطقة سلطتها ومؤسساتها الأمنية والإدارية الخاصة”، مضيفًا أن “الدولة ذاتها تتعامل مع هذه المناطق ككيانات متجاورة، لا كمحافظات في دولة واحدة”.

وأوضح أن المشكلة لا تكمن في فكرة اللامركزية نفسها، بل في “العقلية الأحادية التي ترفض المشاركة، وتخاف من أي صوت مختلف”. وقال: “هناك من يرى الحرية خطرًا والمشاركة تهديدًا، وكأن الشراكة الوطنية تُفقده السيطرة.”

وشدّد حمو على أن اللامركزية لا تعني تقسيم البلاد أو إضعافها كما يروّج البعض، بل هي “وسيلة لضمان وحدة الدولة من خلال توزيع عادل للسلطة والموارد”.

وقال: “اللامركزية التي وُقعت في الرياض كانت أول محاولة جادة لبناء دولة عادلة، دولة تتوزع فيها الكرامة لا السلطة.”

سوريا لا تُبنى بالقوة بل بالعدالة”:

وختم سيبان حمو حديثه بالتأكيد على أن إنقاذ سوريا يحتاج إلى “وطنيين أحرار يفكرون بعقل الدولة لا بعقل الفصيل”، مضيفًا: “لن تُبنى سوريا بالهيمنة بل بالشراكة، ولن تستقر بالقوة بل بالعدالة.”

وأكد أن الحل لا يكمن في تقاسم النفوذ أو تثبيت الانقسامات الحالية، بل في إعادة الاعتبار لفكرة الدولة الجامعة التي تحتضن جميع السوريين على أساس المواطنة المتساوية، قائلًا: “سوريا لا تحتاج إلى مناطق نفوذ، بل إلى عقول حرة تحب هذا الوطن وتؤمن بأن مستقبله لا يُكتب إلا بأيدي جميع أبنائه.”

إقرأ أيضاً: محمد حبش: اللامركزية الإدارية هي الطريق الأنجع لمنع الاستبداد

إقرأ ايضاً: القرار الجديد لوزارة الإدارة المحلية والبيئة: هل هو خطوة نحو اللامركزية أم تعزيز للمركزية في سوريا؟

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.