متى ينتهي مشروع تأهيل شوارع دمشق القديمة
بعد نحو ثلاثة أشهر على انطلاق أعمال مشروع إعادة تأهيل شوارع وأرصفة دمشق القديمة، تقترب الورشات من إنجاز المرحلة النهائية، رغم أن الوعود الرسمية كانت تشير إلى فترة تنفيذ لا تتجاوز 45 يوماً. المشروع الذي شمل ترميم الأرصفة والطرقات وإعادة تركيب الحجارة التقليدية بعد تنظيفها، رافقته أعمال لتأهيل البنى التحتية وشبكات الصرف الصحي والكهرباء والمياه.
المهندس رافع الزعبي، المشرف على المشروع، أوضح في تصريحات لموقع تلفزيون سوريا أن أعمال البنى التحتية أوشكت على الانتهاء تمهيداً لتركيب الإنارة والفوانيس، مشيراً إلى أن التأخير يعود إلى معوقات فنية اكتُشفت خلال التنفيذ، بينها وجود شبكات حديدية قديمة وضعها النظام السابق تحت الأرض لأسباب أمنية.
وكانت محافظة دمشق قد أعلنت في السادس من آب/ أغسطس الماضي أن المشروع جاء “استجابةً لمطالب الأهالي وحفاظاً على الطابع العمراني التاريخي للمدينة”، إلا أن التنفيذ تجاوز المدة المحددة، ما أثار شكاوى من بعض سكان وأصحاب المحال، خاصة في باب شرقي وباب توما.
خسائر لأصحاب المحال وتأخر غير مبرر
عدد من أصحاب المقاهي والمحال اشتكوا من توقف أعمالهم لأكثر من شهرين دون إشعار مسبق. وقال خليل عبد الرحيم من لجنة حي شارع الأمين إنهم وُعدوا بأن المشروع سينجز خلال 45 يوماً، لكن التنفيذ تجاوز شهرين ونصف، مضيفاً أن “العمل تعطل عدة مرات رغم الوعود بإنجازه بشكل متواصل”.
داني أبو النصر، صاحب كافيه وبار “رصيف”، قال إن المشروع كبّد أصحاب المحال خسائر كبيرة خلال موسم الصيف، إذ “بلغ متوسط إيجار المحل في المنطقة 1500 دولار شهرياً، ومع توقف العمل اضطررنا لدفع الإيجارات دون أي دخل”.
انتقادات حول النظافة والحفر
مع تأخر الأعمال، تراكمت الأوساخ في الشوارع والحفر المفتوحة، ما تسبب بمشكلات للمارة والدراجات. وأوضح خليل عبد الرحيم أن “شاباً سقط في إحدى الحفر ليلاً وتعرض لإصابات”، مضيفاً أن الأهالي تولّوا تنظيف الشارع بأنفسهم.
الزعبي أشار إلى أن تنفيذ المشروع على مراحل غير ممكن بسبب ترابط شبكات البنى التحتية، لافتاً إلى أن التأهيل يتم بشكل متكامل لضمان موثوقية العمل.
ورداً على شكاوى الأهالي، أوضحت المديرية أن التنظيف يتم بشكل دوري، وأن التأخير الجزئي سببه تنفيذ مشاريع موازية لتمديد شبكات الصرف الصحي في الشوارع الفرعية، ما استلزم تمديد مدة المشروع.
جدل حول مستوى الأرصفة وقياسات التنفيذ
بعد إعادة رصف الحجارة، لاحظ بعض الأهالي انخفاض الفارق بين الرصيف والشارع، ما أثار مخاوف من عرقلة حركة المارة. وتحدثت شائعات عن نية المحافظة إعادة تركيب الحجارة بسبب أخطاء فنية، إلا أن المهندس الزعبي نفى ذلك، مؤكداً أن “العمل يسير وفق معايير فنية مدروسة، وأن الأرصفة ستُعاد تأهيلها لاحقاً ضمن خطة المرحلة الثانية”.
مديرية دمشق القديمة أوضحت أن المشروع قُسّم إلى مرحلتين لتقليل تعطيل الأعمال التجارية: الأولى شملت تأهيل الشوارع مع إبقاء الأرصفة مفتوحة للمارة، والثانية المخصصة لإعادة تأهيل الأرصفة وجوانب الطرق. كما اختير فصل الصيف لتنفيذ المشروع لتفادي تأثير الأمطار وضمان جودة المواد المستخدمة.
اقرأ أيضاً:ترميم مئات المدارس واستمرار العمل لإعادة تأهيل أخرى في سوريا