أعلنت الشركة العامة لصناعة وتسويق الأسمنت ومواد البناء “عمران” عن طرح مصنعي “عدرا” في ريف دمشق و“المسلمية” في شمال حلب للاستثمار، ضمن صياغي الشراكة بين القطاعين العام والخاص “PPP” و”BOT”. وتعني صيغة “PPP” شراكة طويلة الأجل بين القطاعين، بينما تمثل “BOT” نموذج شراكة محددة زمنياً.
وأوضح مدير الشركة، محمود فضيلة، أن المستثمر هو من يحدد شكل وآلية الاستثمار، بعد نقاش تفصيلي قبل الوصول إلى الصيغة النهائية، على أن يظل القرار النهائي بيد وزارة الاقتصاد وهيئة الاستثمار. وأكد فضيلة أن جميع العروض تخضع لمعايير فنية ومالية واضحة، وأن الفرص متاحة على قدم المساواة، مع استمرار فترة تقديم العروض لمدة 60 يومًا من صدور النشرة الاستثمارية.
الحالة الفنية ومتطلبات الاستثمار
بالنسبة لمصنع “المسلمية”، أشارت النشرة الاستثمارية إلى أن المعمل مدمر بالكامل ويحتاج إلى ترحيل الأنقاض قبل إعادة تأهيله. وتبلغ مساحة أرض المصنع نحو 1,589,781 مترًا مربعًا، فيما تصل المساحة الإجمالية إلى 2,229,469 مترًا مربعًا. ويشمل الاستثمار إنشاء خط إنتاج جديد بطاقة إنتاجية لا تقل عن 5000 طن كلنكر يوميًا وفق المواصفة القياسية السورية.
أما مصنع “عدرا”، فيضم مبانٍ جاهزة وثلاثة خطوط إنتاجية بحالة فنية مقبولة، وسيشمل الاستثمار إعادة تأهيل المعمل وإنشاء خط إنتاج جديد بطاقة إنتاجية لا تقل عن 3500 طن كلنكر يوميًا.
ويجب على المستثمرين تقديم ملفات شاملة تشمل الوثائق الثبوتية والأعمال السابقة، وعروضًا فنية تتضمن التفاصيل التنفيذية والمواصفات والعلامات التجارية وبلدان المنشأ، إلى جانب دراسة مالية متكاملة توضح الالتزامات وحصة شركة “عمران” من الإنتاج، والجدول الزمني لتنفيذ المشروع.
مصير العمالة
أشار فضيلة إلى أن سوريا تمتلك ميزات تنافسية في قطاع الأسمنت من حيث الخبرة والمهارة العملية، وأن المستثمر يمتلك الحرية الكاملة في اختيار العمالة، سواء بالاعتماد على الكوادر الحالية أو الاستعانة بكوادر جديدة، مع إمكانية إنشاء مراكز تدريب وفق أنظمته الإدارية والفنية. وأوضح فضيلة أن نماذج التعامل مع العمالة تختلف بين المعامل، حيث اعتمد بعض المستثمرين على كوادرهم الخاصة، بينما فضل آخرون الاستفادة من العمالة الموجودة داخل المعامل.
استكمال الخارطة الاستثمارية لقطاع الأسمنت
أعلنت “عمران” عن استكمال خارطة الاستثمار في قطاع الأسمنت في سوريا، التي ترتكز على شراكات مع مستثمرين محليين وإقليميين. وذكر فضيلة لوكالة سانا أن الشركة طرحت جميع معاملها للاستثمار، وتمت دراسة عشرات العروض من داخل وخارج سوريا، ليتم اختيار العطاءات الأكثر جدوى فنيًا وماليًا، مع الحفاظ على الأصول التي ستعود للدولة بعد انتهاء فترة الاستثمار، ما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وزيادة القدرة التنافسية للمنتج السوري.
وكشف فضيلة عن استثمار معمل “طرطوس” من قبل شركة إماراتية، ومعمل “الرستن” من قبل شركة محلية، ومعمل “حماة” من قبل شركة “فيرتكس” العراقية، التي ستؤهل خط الإنتاج الثالث ليصل إلى عشرة آلاف طن يوميًا خلال خمس سنوات. ويستمر طرح معملي “المسلمية” و“عدرا” للاستثمار، ما يفتح المجال أمام المستثمرين لاستكمال خارطة القطاع في سوريا.