اتهامه بسرقة 4 آلاف ليرة.. معلم يضرب طفلاً في ريف حلب
شهدت إحدى مدارس ريف حلب الشمالي حادثة اعتداء أثارت موجة من الغضب بين الأهالي، بعد أن أقدم معلّم على ضرب طفل يبلغ من العمر سبع سنوات، متهماً إياه بسرقة مبلغ قدره 4 آلاف ليرة سورية، ما تسبب له بإصابات استدعت نقله إلى المستشفى.
تفاصيل الحادثة
وفقاً لمصادر محلية، وقع الاعتداء داخل مدرسة كفر حمرة الجنوبية في ريف حلب، حيث أقدم المعلّم على تعنيف الطفل جسدياً بعد اتهامه بالسرقة، ليتبين لاحقاً أن الطفل أصيب بكسر في يده وكدمات متفرقة في أنحاء جسده.
ونُقل الطفل إلى مستشفى الرازي في مدينة حلب لتلقي العلاج، فيما أظهرت صور متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي آثار الكدمات على جسده، ما أثار تعاطفاً واسعاً وغضباً كبيراً من الممارسات العنيفة داخل المؤسسات التعليمية.

غضب واستنكار شعبي
أهالي المنطقة عبّروا عن استنكارهم الشديد للحادثة، مطالبين الجهات المعنية بفتح تحقيق فوري ومحاسبة المعلّم، مؤكدين على ضرورة توفير بيئة تعليمية آمنة للأطفال بعيداً عن العنف والترهيب.
وقال أحد أولياء الأمور في حديث مع ناشطين محليين إن “ما حصل أمر غير مقبول على الإطلاق، لا يمكن تبرير الاعتداء على طفل مهما كانت الأسباب”، مشدداً على أن المدرسة يجب أن تكون مكاناً للتربية والتعليم، لا للعقاب الجسدي.
وأشار ناشطون إلى أن مثل هذه الحوادث تتكرر في عدد من المناطق، نتيجة ضعف الرقابة على المدارس، وعدم تفعيل الإجراءات القانونية بحق المخالفين بشكل صارم.
تكرار لحوادث مشابهة
الحادثة الأخيرة في ريف حلب ليست الأولى من نوعها، إذ شهدت محافظة ريف دمشق قبل أسابيع واقعة مشابهة، بعدما انتشر تسجيل مصوّر يُظهر مديرة مدرسة داريا السادسة الخاصة وهي تحمل عصاً وتضرب عدداً من الطلاب خلال الاجتماع الصباحي.
وعلى خلفية تلك الحادثة، أعلنت مديرية التربية في ريف دمشق إيقاف المديرة عن العمل مؤقتاً ومنعها من دخول المدرسة إلى حين انتهاء التحقيقات، مؤكدة التزامها بتطبيق قرارات وزارة التربية التي تحظر استخدام الضرب أو أي شكل من أشكال العنف داخل المدارس.
قوانين بلا تطبيق كافٍ
رغم صدور العديد من التعاميم الرسمية التي تشدد على منع العنف المدرسي، إلا أن تطبيقها ما يزال يواجه صعوبات بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، وضعف الإشراف الإداري في بعض المناطق، إضافة إلى نقص الكوادر التربوية المؤهلة للتعامل التربوي السليم مع الطلاب.
ويشير تربويون إلى أن “استمرار هذه الممارسات يعكس خللاً في المنظومة التعليمية ويؤثر سلباً على نفسية الأطفال”، مطالبين بتفعيل الرقابة على المدارس وتدريب الكوادر على أساليب التعامل التربوي الحديثة.
دعوات لإصلاح بيئة التعليم
تتزايد الدعوات بين الأهالي والمهتمين بالشأن التربوي إلى تبني سياسة حازمة ضد العنف المدرسي، وإنشاء آليات للإبلاغ عن الانتهاكات داخل المؤسسات التعليمية، إلى جانب توعية المعلّمين بأهمية التعامل النفسي والتربوي مع التلاميذ.
وبينما ينتظر الرأي العام نتائج التحقيق في حادثة كفر حمرة، يبقى السؤال الأهم: هل تتحول هذه الحوادث إلى فرصة حقيقية لإصلاح بيئة التعليم في سوريا، أم تبقى مجرد موجة غضب عابرة تُنسى مع الوقت؟
اقرأ أيضاً:دير الزور: تعليمات صارمة لمواجهة الاعتداءات على المدارس والكوادر
حساباتنا: فيسبوك تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام