صربيا تهاجم دمشق بعد اعترافها بكوسوفو.. اتهامات بتأثير تركي
أثار إعلان الحكومة السورية اعترافها الرسمي بجمهورية كوسوفو كدولة مستقلة، ردود فعل غاضبة في بلغراد، حيث وصف الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش الخطوة بأنها “نتيجة مباشرة للنفوذ التركي على القيادة السورية الجديدة”.
وفي تصريحات أدلى بها خلال زيارته إلى أوزبكستان، قال فوتشيتش إن الاعتراف السوري “لم يكن مفاجئاً”، مضيفاً أن “وصول قيادة واقعة تحت تأثير تركيا يجعل مثل هذه القرارات متوقعة”. وأضاف الرئيس الصربي: “الآن بات واضحاً لنا مدى أهمية نهج الأسد المحبّ للحرية خلال قيادته لسوريا”، في إشارة إلى التباين بين موقف النظام السابق وموقف الحكومة السورية الحالية.
تأتي هذه التصريحات بعد يومين من إعلان دمشق اعترافها الرسمي باستقلال كوسوفو، في خطوة تُعد تحوّلاً واضحاً في السياسة الخارجية السورية، التي ظلت لعقود ترفض الاعتراف بكوسوفو وتدعم موقف صربيا، تماشياً مع الخط الروسي التقليدي الداعم لوحدة الأراضي الصربية.
النفوذ التركي في خلفية المشهد
الرئيس الصربي ربط الخطوة السورية بما وصفه بـ”تأثير تركي متزايد” في قرارات دمشق، مشيراً إلى أن وزير خارجيته ماركو ديوريتش كان في زيارة إلى الرياض حين التقى الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع برئيسة كوسوفو فيوسا عثماني. وأضاف أن ما جرى يذكّره بحادثة سابقة عندما أعلنت السودان اعترافها بكوسوفو في وقت كان فيه مسؤولون صرب يزورون تركيا، ما يدلّ –بحسب قوله– على “نمط واضح مرتبط بالدور التركي في المنطقة”.
تعتبر تركيا من أبرز الداعمين لاستقلال كوسوفو منذ عام 2008، ولها نفوذ واسع ومتزايد في منطقة البلقان عبر مشاريع استثمارية وتعاون أمني وثقافي، ما يجعل من قرار دمشق الأخير إشارة إلى انفتاح أكبر على أنقرة، في وقت تحاول فيه سوريا الجديدة إعادة ترتيب تحالفاتها الإقليمية.
بين موسكو وأنقرة: توازنات معقدة
يضع القرار السوري الجديد دمشق أمام اختبار دقيق في علاقتها مع موسكو، الحليف التقليدي الذي يدعم صربيا في نزاعها مع كوسوفو. فروسيا تعتبر استقلال كوسوفو سابقة خطيرة تهدد وحدة أراضيها في مناطق أخرى مثل القرم ودونباس.
وبذلك، قد يُنظر إلى الاعتراف السوري بكوسوفو على أنه خطوة تُضعف الموقف الروسي في البلقان، أو على الأقل تعكس تقاطعاً بين نفوذ أنقرة ورغبة دمشق في توسيع هامشها السياسي.
في المقابل، تعزز تركيا موقعها في البلقان من خلال دعم كوسوفو سياسياً واقتصادياً، ما يمنحها أوراقاً إضافية في التفاوض الإقليمي، ويجعل دمشق جزءاً من معادلة جديدة في هذا التوازن الدقيق بين موسكو وأنقرة.
كوسوفو وصربيا.. ساحة تنافس دولي
أعلنت كوسوفو استقلالها عام 2008 بعد حرب طويلة مع صربيا، ولا تزال الأخيرة ترفض الاعتراف بها وتعتبرها جزءاً من أراضيها التاريخية. وتشكّل المنطقة ساحة تنافس بين قوى دولية كبرى: فروسيا تدعم صربيا، بينما يسعى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو إلى دمج دول البلقان ضمن منظومتيهما السياسية والعسكرية.
أما تركيا، فتتحرك في البلقان عبر مزيج من الأدوات الدبلوماسية والاستثمارات الاقتصادية والعلاقات الثقافية والدينية، ما يجعلها لاعباً مؤثراً في تحديد مواقف دول المنطقة.
اقرأ أيضاً:الشرع في حملة ضد الفساد: إغلاق مكتب شقيقه ومصادرة سيارات الموالين له
 
			 
				