سوريا تعمل على حل ملف المقاتلين الأجانب وتفكيك التشكيلات غير المندمجة

أكد مصدر عامل في وزارة الدفاع في الحكومة السورية الانتقالية وجود توجه لدى الوزارة لمعالجة ملف المقاتلين الأجانب، وذلك على خلفية حادثة مخيم “الغرباء”، الذي يديره الفرنسي من أصول سنغالية عمر أومسين. ويُعد المخيم نموذجًا محتملاً لتكرار سيناريوهات تعاطي بعض المجموعات الأجنبية مع مسألة الانخراط في صفوف الجيش السوري الجديد.

وأشار المصدر في حديث لـ “المدن” إلى أن الوزارة تتعامل مع ملف المقاتلين الأجانب ضمن سياقات متعددة. وأوضح أن بعض التشكيلات مثل مقاتلي التركستان والأوزبك منسجمة تمامًا مع الجيش السوري، وهي أساس الفرقتين 82 و84، حيث تقود الأولى أبو محمد تركستان زعيم الحزب الإسلامي التركستاتي، والثانية العميد خالد محمد الحلبي قائد فصيل أنصار التوحيد سابقًا. هذه التشكيلات تتلقى رواتبها من موازنة وزارة الدفاع السورية وتخضع لقراراتها، ما يمنع استقلاليتها.

أما المجموعات غير القابلة للاندماج، فأكد المصدر وجود توجه لتفكيكها تدريجيًا باستخدام نموذج الفصائلية السابقة، عبر الوساطة وتسليم السلاح، وتحويل المقاتلين الذين قد يشكلون خطرًا إلى بلادهم أو دول أخرى مثل تركيا. كما أن السلطات السورية قامت بتنظيم تمركز المقاتلين الأجانب على أطراف المدن وتسجيل بياناتهم وعناوينهم، ما يسهل دمجهم ضمن الجيش أو السيطرة على تحركاتهم.

ووفق الباحث عرابي عرابي، فإن وزارة الدفاع السورية ستلجأ إلى التفكيك التدريجي للتشكيلات غير المندمجة لتوحيد سلطات السلاح وتقليل مخاطر الخلايا النائمة. وأضاف أن الحل للمجموعات الرافضة غالبًا سيكون التفكيك وإعادة الدمج للمقاتلين القابلين لذلك، واعتقال العناصر المهددة بعد إنذارها.

أما خيارات المقاتلين الأجانب فتتراوح بين الانخراط المشروط في الجيش أو القوات المحلية، الاندماج في المجتمع السوري، الانتقال إلى ساحات أخرى، أو الانخراط في تنظيمات سرية، وهو ما قد يستدعي تعاملًا أمنيًا من قبل الدولة. كما يظل الخيار الفردي للمغادرة غير المعلنة متاحًا لبعض المقاتلين الذين يرفضون الاندماج.

استهداف المقاتلين الأجانب من قبل التحالف الدولي“:

تعزز عمليات الاستهداف الأخيرة التي طالت جماعات جهادية غير سورية، أبرزها جماعة أنصار الإسلام ذات الأغلبية الكردية، فرضية التنسيق غير المعلن بين دمشق والتحالف الدولي ضد المقاتلين الرافضين للانخراط في الجيش. ونقل موقع “المونيتور” عن مصادر مسؤولة أن السبب الرئيسي وراء استهداف “أنصار الإسلام” هو رفض تسليم السلاح أو الانضمام للقوات النظامية.

ويرى عرابي أن رفض الانخراط يعد مؤشراً للأخطار المحتملة، ما يبرر الضربات الاستباقية أو عمليات الاعتقال. وبالتالي، يرتبط استهداف المقاتلين الأجانب أمنيًا وعمليًا بخياراتهم في الانضمام للجيش السوري أو الرفض.

إقرأ أيضاً: من باريس إلى إدلب… فرقة الغرباء وعمر أومسين

إقرأ أيضاً: الأجانب أمام خطر التصفية.. ضغوط دولية ودمشق تطلب التمهل في التنفيذ

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.