الخطف مقابل الفدية يتصاعد في سوريا.. استهداف ممنهج لأبناء العائلات الميسورة
تشهد مناطق متفرقة من سوريا تصاعدًا مقلقًا في حوادث الخطف خلال الأشهر الأخيرة، تستهدف بشكل رئيسي مواطنين ينحدرون من عائلات ميسورة، مستغلةً حالة الفوضى الأمنية وضعف سلطة القانون.
وتؤكد مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذه العمليات تُنفَّذ في الغالب بدوافع مالية بحتة، حيث يتم ابتزاز العائلات ودفع فديات مالية طائلة مقابل إطلاق سراح الضحايا. وتتزايد المخاوف من تحوّل الخطف إلى أسلوب ممنهج للتمويل غير المشروع لدى المجموعات المسلحة والعصابات المنتشرة.
أبرز حوادث الخطف التي وثقها المرصد السوري
اللاذقية – اختطاف رجل أعمال سبعيني
اختُطف رجل الأعمال صلاح أصلان (70 عامًا)، وهو قريب للعماد علي أصلان، بالقوة في 23 تشرين الأول من أمام منزله في حي الأوقاف بعد مراقبة لعدة أيام من قبل مجموعة مسلحة. أُطلق سراحه بعد أسبوع، مقابل فدية قُدّرت بنحو مليون دولار أمريكي، حيث أظهر الخاطفون معرفة دقيقة بممتلكات العائلة.
اللاذقية – اختطاف طفل أمام مدرسته
انتُزع الطفل محمد قيس حيدر (13 عامًا)، الطالب في الصف الثامن من عائلة ميسورة، صباح الأربعاء 6 تشرين الأول أمام مدرسة جمال داوود في حي المشروع العاشر، على يد مجموعة مسلحة مكوّنة من أربعة أشخاص يستقلون سيارة “سانتافيه” زرقاء. لا تزال المفاوضات جارية مع الخاطفين، وقد أثارت الحادثة موجة احتجاجات واسعة في المدينة.
ريف دمشق – اختطاف المنتج الدرامي محمد قبنض
اختُطف رجل الأعمال والمنتج الدرامي محمد قبنض في 18 أيلول الماضي من أمام مقر شركته في ضاحية قدسيا. انتحل الخاطفون صفة عناصر من “الأمن العام” واقتادوه إلى جهة مجهولة، ولم يُعرف مصيره حتى تاريخ نشر التقرير.
ريف دمشق – الإفراج عن مختطف بعد فدية مالية
أُفرج عن شاب من أتباع الديانة المسيحية، وهو الوحيد لعائلته، في 25 تشرين الأول الجاري، بعد دفع فدية مالية كبيرة مقدارها 100 ألف دولار أمريكي، إثر اختطافه في 16 تشرين الأول على يد عصابة على طريق معرة صيدنايا.
سياق الظاهرة: استغلال البيئة الأمنية الهشة
تأتي موجة الاختطافات هذه في ظل بيئة أمنية هشة تشهدها مختلف المناطق السورية، حيث تتداخل مناطق النفوذ وتنتشر الفصائل والعصابات المنظمة، مستغلة ضعف أجهزة إنفاذ القانون.
تحوّل الخطف إلى أحد أبرز مصادر التمويل غير المشروع، يستهدف بالدرجة الأولى أبناء العائلات الميسورة والعاملين في قطاعات التجارة والمهن الحرة. تُدار معظم العمليات بأساليب احترافية، وتنتهي غالبًا بإطلاق سراح الضحية بعد دفع فدية مالية كبيرة، في ظل غياب شبه تام للمساءلة والمحاسبة.
اقرأ أيضاً:طريق الموت بين السويداء ودمشق: شهادات سوريين تروي الرعب والخوف
اقرأ أيضاً:السوريون… هل ما زالوا يشبهون أنفسهم؟
 
			 
				