التوترات بين سوريا ومصر: ردود فعل بعد تظاهرة في دمشق وبيان رسمي للتوضيح
شهدت العلاقات بين سوريا ومصر توتراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة بعد تظاهرة في دمشق نهاية الشهر الماضي، التي شهدت هتافات مسيئة ضد مصر وقيادتها. التظاهرة التي كانت تحت شعار “التضامن مع غزة”، تخللتها شعارات مناهضة للجيش والحكومة المصرية، ما أثار ردود فعل غاضبة من الجانب المصري.
تفاصيل التوترات بين البلدين:
سرعان ما طالبت بعض الأصوات في مصر باتخاذ إجراءات ضد السوريين المقيمين على أراضيها، إلا أن هذا التصعيد تراجع بعد صدور بيان رسمي من وزارة الخارجية السورية، التي أعربت عن أسفها ورفضها الإساءات التي حدثت في التظاهرة، مؤكدة على احترام العلاقات بين البلدين.
في هذا السياق، أصدر تجمُّع رجال الأعمال السوريين في مصر بياناً أكد فيه رفضه القاطع لأي إساءات موجهة ضد مصر، مشدداً على التزامه الكامل بعدم التدخل في الشؤون السياسية أو الدينية، واحترام قوانين وسيادة الدول التي يعمل بها أعضاؤه. كما دعوا الحكومة المصرية إلى حماية السوريين المقيمين في مصر من أي تداعيات سلبية قد تنتج عن مواقف فردية أو سياسية.
الاستثمارات السورية في مصر: دورها في الاقتصاد المصري:
البيان أشار إلى استثمارات السوريين في مصر التي تُعتبر مساهمات اقتصادية هامة في السوق المصري، حيث أسس السوريون في مصر العديد من المشروعات التجارية والخدمية منذ عام 2011، بتمويل ذاتي دون الاعتماد على القروض المحلية. هذه الاستثمارات ساهمت في توفير فرص عمل للعديد من العمال المصريين والسوريين على حد سواء، وأكد التجمّع أن السوريين لم يكونوا عبئاً على الاقتصاد المصري.
وفقاً لتقارير سابقة، يصل إجمالي الأموال السورية في مصر، بما في ذلك الودائع والاستثمارات، إلى نحو 23 مليار دولار. وأوضح تجمّع رجال الأعمال السوريين أن هذه الأموال تخضع لإشراف قانوني ومصرفي كامل.
تأثير الأزمة على الاستثمارات السورية في مصر:
خلدون موقع، رئيس تجمّع رجال الأعمال السوريين في مصر، أكد في تصريحات لجريدة “الأخبار” اللبنانية أن النجاح الكبير الذي حققه السوريون في مصر يعود إلى البيئة الحاضنة التي وفرتها الحكومة والشعب المصري. وأضاف أن حملة إعلامية ضد بعض رجال الأعمال السوريين دفعت التجمّع إلى توضيح مصادر أموالهم وطرق استثماراتهم، لحماية سمعتهم واستثماراتهم.
ورغم التوترات السياسية الأخيرة، أكد موقع أن البيئة الاستثمارية في مصر لا تزال مستقرة وجاذبة. ومع ذلك، أشار إلى أن بعض الاستثمارات شهدت تباطؤاً مؤقتاً بسبب المخاوف من تصاعد الخطاب السلبي، لكنه شدد على ضرورة الحفاظ على سيادة القانون والاستقرار الأمني والاجتماعي لضمان استمرار الاستثمارات السورية في مصر.
الآفاق المستقبلية للعلاقات السورية – المصرية:
من جهة أخرى، قال رئيس تجمّع رجال الأعمال السوريين إن التجمّع يعمل على تعزيز التعاون مع مجتمع الأعمال المصري وتطوير قنوات تواصل رسمية لضمان استمرار التنسيق الاقتصادي بين الجانبين. كما أشار إلى أن الحوار هو السبيل الأمثل لمعالجة أي خلافات أو سوء فهم قد ينشأ بين البلدين.
بذلك، تبقى العلاقات السورية المصرية في مرحلة من التحدي، لكن مع وجود رغبة مشتركة للحفاظ على استقرار التعاون الاقتصادي والاجتماعي بينهما في المستقبل.
إقرأ أيضاً: إرهابي وقاتل.. هجوم مصري على أحمد الشرع بعد تصريحاته في الرياض
إقرأ أيضاً: تظاهرة أمام الجامع الأموي تثير جدلاً بين سوريا ومصر ودعوات لترحيل لاجئين سوريين
 
			 
				