أزمة المياه في الحسكة: اجتماعات دولية لإنقاذ محطة علوك

انقطاع المياه عن أكثر من مليون ونصف مواطن:

تعيش مدينة الحسكة وريفها عطشاً خانقاً، بعد قطع المياه عن محطة علوك الواقعة تحت سيطرة فصائل الجيش الوطني المدعوم من تركيا. الأزمة تمس أكثر من مليون ونصف مليون مواطن، وتثير مخاوف إنسانية متصاعدة مع تفاقم الوضع المعيشي.

اجتماع حكومي مع الصليب الأحمر واليونيسف:

في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها، عقدت وزارة الطاقة في الحكومة الانتقالية اجتماعاً مع وفد من منظمتي الصليب الأحمر الدولي واليونيسف. وأكد معاون وزير الطاقة، أسامة أبو زيد، أنّ الحكومة تعتبر المحطة “أولوية خدمية وإنسانية”، معلناً استعدادها للتعاون مع الجهات الدولية لضمان استمرارية تشغيلها وتحسين واقع المياه.

بدورهم، شدد ممثلو المنظمتين على أن الحصول على مياه الشرب حق أساسي وفق معايير الأمم المتحدة، وأبدوا استعدادهم لتقديم الدعم الفني واللوجستي. كما جرى الاتفاق على إعداد خطة عمل وجدول زمني لتجاوز العقبات السابقة التي عطلت المشروع.

علاقة الحكومة الانتقالية وتركيا تزيد التعقيد:

ورغم العلاقة “الاستراتيجية” بين الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع وتركيا، إلا أن هذه الحكومة لم تتحرك حتى الآن لإقناع أنقرة بضرورة تحييد محطة علوك، التي تُعد مصدر المياه الوحيد لنصف سكان محافظة الحسكة. في المقابل، تتهم الإدارة الذاتية الكردية كلاً من دمشق وأنقرة بـ”التعمد في خلق أزمات مياه وكهرباء” عبر التحكم بمحطة علوك وتقليص تدفق مياه نهر الفرات.

عوائق تشغيل محطة علوك:

وفق مصادر مطلعة تحدثت لصحيفة “الأخبار، زارت وفود من الصليب الأحمر واليونيسف محطة علوك مرتين بعد سقوط النظام السابق، بتسهيل أميركي، لدراسة إمكانية إعادة تشغيلها. لكن غياب مصدر تغذية كهربائية يمثل العائق الأكبر، خصوصاً بعد أن دمر الطيران التركي محطتي الدرباسية وعامودا المغذيتين لعلوك قبل عام.

مقترحات الحلول الدولية:

وأضاف المصدر أن الوفود الأممية اقترحت أن تتم تغذية المحطة بالكهرباء عبر شركات تركية خاصة، مع تكفل المنظمتين بعملية التشغيل والإمداد ريثما يتم التوصل إلى اتفاق شامل بين دمشق و”قسد”. إلا أن المقترح لم يلقَ حماساً رسمياً، رغم استمرار المنظمات بالضغط لتطبيقه.

ويرى المصدر أن تشغيل محطة علوك ممكن في حال حصل توافق بين أنقرة والإدارة الذاتية، مطالبًا جميع الأطراف بضرورة تحييد المدنيين وضمان حقهم في مياه الشرب الآمنة.

إقرأ أيضاً: أزمة مياه الشرب شمال شرق سوريا: معاناة مستمرة وانقطاع مستمر وخطر صحي يهدد السكان

إقرأ أيضاً: الحسكة: عطش متواصل وأمراض معوية تحاصر السكان