المقاومة تحول الضفة الغربية إلى “جحيم” يحرق الاحتلال
تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدوانها على شمال الضفة الغربية، والذي أسفر حتى اللحظة، عن استشهاد 21 فلسطينياً، بينهم 12 في جنين، و5 في طولكرم، و4 في طوباس، ما يرفع حصيلة الشهداء في الضفة منذ السابع من تشرين الأول 2023 إلى 673 شهيداً.
اقتحامات عشوائية
اقتحمت آليات عسكرية من بينها جرافات مخيم جنين، فيما تمركز عشرات من جنود المشاة الإسرائيليين على مشارف المخيم، وفجرت قوات الاحتلال منازل فلسطينيين في حي الجابريات الملاصق لمخيم جنين.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة كفر دان غرب جنين، ومدينة طولكرم، ونفذت عمليات تمشيط في عدة شوارع وأحياء منها، ومن ثم واصلت طريقها إلى مخيم نور شمس، وتمركزت في حي النصر بالمخيم.
واقتحمت أيضاً مدينة الخليل، وانتشرت في عدة أحياء وأماكن، وأقامت عدة حواجز عسكرية في المدينة وعلى أطرافها، وفرضت عليها حصاراً عسكرياً مشدداً، بالإضافة لاقتحامها بلدة حجة شرق قلقيلية، وفي مدينة بيت لحم، اقتحمت بلدة الخضر، عبر مدخل “عقبة حسنة”، وتمركزت في منطقة “البالوع” وتحديداً في محيط “الاسكانات”.
سرايا القدس تتوعد الاحتلال
أكد قائد سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) في الضفة الغربية خوض القتال ضمن وحدة حال مع جميع قوى المقاومة في الضفة الغربية، كما في قطاع غزة.
وفي تصريحات نشرتها سرايا القدس عبر قناتها في “تلغرام”، توجّه قائد السرايا في الضفة إلى رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو” وقادة الاحتلال، مؤكداً أنّ “الأوان فات لوأد مشروع المقاومة في الضفة الغربية”.
كما توعد الاحتلال بالقول: “سنرى ماذا سيحدث، خلال الأيام القليلة المقبلة، بالجنود والآليات المتوغلة في مدن جنين وطوباس وطولكرم”، لافتاً إلى أنّ استشهاد قائد كتيبة طولكرم، محمد جابر، “أبي شجاع”، وغيره من المقاومين، “سيزيد ساحات المقاومة اشتعالاً”، مؤكداً أنّ نِسَب الالتحاق بالمقاومة ترتفع كلما ارتقى شهيد.
وفي غضون ذلك، قالت كتيبة جنين في سرايا القدس إن “مقاتليها تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة معدة مسبقا في آلية عسكرية بمحور شارع الجابريات”، مؤكدة إيقاع إصابات في صفوف قوات الاحتلال.
وأضافت الكتيبة أن “المقاومين يواصلون استهداف قوات الاحتلال بوابل من الرصاص في محاور حيفا والناصرة ونابلس ومحيط مخيم جنين”.
عمليتا “غوش عتصيون”.. والقسّام: جاءكم الرد!
نفذت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) عمليتي تفجيرٍ واشتباك فدائيتان مستهدفة نقطتين داخل مجمّع “غوش عتصيون” الاستيطاني الإسرائيلي قرب الخليل جنوبي الضفة الغربية، أصيب خلالها 4 إسرائيليين أحدهم ضابط برتبة رفيعة.
وفي التفاصيل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع مُصابين في صفوف الاحتلال، جراء انفجار سيارات مفخّخة، وأكّد الاحتلال أنّ انفجار السيارة الأولى في “غوش عتصيون” كان لاستدراج قواته، وعند وصولها أطلق النار عليها، وأصيب 4 إسرائيليين.
كما أصيب قائد منطقة لواء “عتصيون”، وهو ضابط كبير برتبة عقيد، في عملية تفجير السيارة المفخّخة في “غوش عتصيون”، إضافةً إلى إصابة جندي.
وفي سياق متصل، أكدت وسائل الإعلام الفلسطينية إغلاق قوات الاحتلال مداخل الخليل، خصوصاً جنوبي المنطقة التي وقعت فيها العمليتين، ودفعت بتعزيزاتٍ كبيرة، تضمنت طائرات “هيليكوبتر” مروحية.
وبعد ساعاتٍ قليلة على العمليتين، نشرت كتائب القسّام، مقطع فيديو مرفقاً بعبارة: “جاءكم الرد من جنوب الضفة الأبيّة يا أبناء اليهودية؛ وللحديث بقية…”.
وتضمّن الفيديو تذكيراً بحديث الناطق العسكري باسمها، أبو عبيدة، الذي أكّد أنّ تحرك الضفة والقدس وأراضي الـ48 قادم لا محالة.
ولفتت حماس إلى أنّ العملية البطولية المزدوجة، هي رسالة واضحة بأن المقاومة ستبقى ضاربة وممتدة ومتواصلة طالما استمر عدوان الاحتلال، وأنّها تحمل دلالة رمزية من حيث مكان حدوثها في خليل الرحمن جنوبي الضفة الغربية، وفي هذا الوقت الحساس الذي نشهد فيه تصعيد الاحتلال لعدوانه على محافظات شمالي الضفة، ومجازره وإبادته الجماعية في قطاع غزة.
حركات المقاومة تبارك العمليتين
باركت حركة المجاهدين الفلسطينية العمليتين قرب الخليل، مؤكّدةً أنّ هذه العمليات البطولية هي رسالة بالنار من أحرار الشعب الفلسطيني إلى حكومة الاحتلال الفاشية على العدوان على شمالي الضفة الغربية وجرائم الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة.
وشدّدت حركة المجاهدين على أنّ هذه العمليات النوعية تمثّل ضربةً أمنية جديدة لأجهزة أمن واستخبارات العدو المتغطرس، متوعدةً الاحتلال بموجاتٍ ومحطات مواجهة من حيث لا يحتسب، وأن يتوقع المزيد من العمليات والضربات من الشعب الفلسطيني ومقاومته في كل مكان.
كما باركت حركة الجهاد الإسلامي العمليتين، قائلة: “نبارك العملية النوعية المزدوجة التي نفذها مقاومون أبطال في مستوطنة غوش عتصيون”.