المقداد وعبد اللهيان.. شراكة ترسم حدود التمادي الأمريكي
داما بوست | الهام عبيد
أجاب المؤتمر الصحفي الذي عقد في دمشق الأربعاء، بين وزير الخارجية والمغتربين “فيصل المقداد” ونظيره الإيراني “حسين أمير عبد اللهيان” على الكثير من الأسئلة المتعلقة بالملفات السياسية منها الاحتلال الأمريكي والعسكرية والاقتصادية التي تهم دمشق وطهران ودول المنطقة.
وعن التحركات الأمريكية على الحدود السورية، أكد وزير الخارجية والمغتربين “فيصل المقداد” أن الوجود الأميركي في “التنف” يهدف إلى قطع الطريق بين سورية والعراق، والتأثير على الحدود مع الأردن، مستغلاً وجود “داعش” وغيرها من التنظيمات الإرهابية، سيما التي في مخيم “الركبان” للضغط على الدولة السورية في التراجع عن مواقفها، وهو أمر لن يحدث كما تريده واشنطن، لأنها ستواجه بصمود سوري من الشعب والجيش السوري على حد سواء.
ولفت “المقداد” إلى أن الخيار الوحيد أمام الأمريكي هو الخروج من سورية، موضحاً أن العراق لن يسمح بشن هجمات على سورية من أراضيه، كما أنه لا يحتاج للقوات الأميركية ضمن أراضيه إلا لتدريب قواته.
تصريحات “المقداد” جاءت بالتزامن مع التهويل الإعلامي الذي تديره واشنطن وحلفاؤها في المنطقة، والتي تنذر بقرب اشتعال الحرب في سورية، خدمة لمشروعاتها التخريبية فيها، ولتحقيقها تقوم بتحشيد الجماعات الإرهابية المسلحة بمختلف تسمياتها بالاتفاق مع الاحتلال التركي وميليشيا “قسد”.
وفي هذا الإطار يرى الباحث في العلاقات الدولية “عوني الحمصي” لــ “داما بوست” أن توقيت زيارة “عبد اللهيان” إلى دمشق هامة جداً في ظل التوترات التي تشهدها سورية مؤخراً، والتي تحتاج إلى حراك سريع على مستوى الأمن والاستقرار من جهة والوضع الاقتصادي من جهة أخرى.
وأكد “الحمصي” أن الزيارة إضافة إلى كونها في إطار تقييم الاتفاقيات والزيارات الاقتصادية السابقة بين الطرفين ومدى فعالية تنفيذها، جاءت لوضع خطط محاربة الإرهاب والحصار الاقتصادي المفروض على البلدين.
ويرى “الحمصي” أن الولايات المتحدة تسعى لتعطيل الاتفاقات الاقتصادية والتبادل التجاري التي يسعى الجانبان إلى تنفيذها، من خلال التحشيد الحاصل على الحدود مع العراق، وهو ما دفع التركيز على كيفية مواجهته من خلال المقاومة الشعبية إلى جانب مكافحتها من قبل الجيش السوري وحلفائه.
وتابع.. “إن أمن واستقرار سورية هو غاية مهمة لإيران، وبالتالي فإن خرو ج الأمريكي والتركي من الأراضي السورية كمحتلين أساسيين، هما أولوية هامة لإيران أيضاً ويدفعانها إلى طرح مبادرات لإعادة الأمن الإقليمي والانفتاح على سورية عربياً وتركياً، مشيراً إلى أن نتائج المشاورات الثنائية ستظهر قريباً على المستويات الميدانية والسياسية والاقتصادية”.
وفيما يخص العلاقات السورية العربية، اعتبر الباحث في العلاقات الدولية أن حالة التعافي تقلق الولايات المتحدة الأمريكية، ما جعلها تقوم بدور الجماعات الإرهابية المسلحة في زعزعة التوصل إلى أي حل بين سورية ودول الجوار، لذلك حشدت لأجلها وسائل الإعلام، التي بثت آلاف الرسائل حول فشل التطبيع العربي مع دمشق وهو ما نهاه وزير الخارجية الإيراني عندما تحدث عن مباحثات جرت خلال الأسابيع الماضية، بين مسؤولين سوريين وسعوديين بشأن استئناف العلاقات بين البلدين.
وأوضح “الحمصي” أن ملف التقارب التركي السوري يأخذ من مساحة المساعي الإيرانية حيزاً، لا يقل أهمية عن ملفي الاحتلال الأمريكي والتطبيع السوري العربي، وإذا ما أرادت أنقرة أن تتقدم خطوة مقابل دمشق، عليها أن تعود مئة خطوة إلى الوراء وتبدد أحلامها الاستعمارية التي تحاول تمريرها اليوم في الشمال السوري حيث سيطرة الميليشيات الموالية لها.