يستمر البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة لتشكيل خطوة هامة في مجال الرعاية الصحية، ولتحقيق أفضل النتائج فيها كونها أحد معايير تقدم وتطور المجتمعات، لذلك انطلق هذا البرنامج الذي يستهدف جميع الأطفال حديثي الولادة خلال الشهر الأول بعد ولادتهم، وعبر مراكز مخصصة في مختلف المحافظات، بهدف إجراء فحص نقص السمع المبكر، والذي قد يساعد بحماية كثيرين من خطر فقدان السمع مع التقدم بالعمر.
وأوضح رئيس الشعبة الأذنية لدى مستشفى المواساة الجامعي بدمشق الدكتور “حسام حديد” لـ “داما بوست”.. أن “نقص السمع هي مشكلة مرضية منتشرة بشكلٍ كبير ويمكن أن تصل نسبة انتشارها إلى 3 من كل ألف ولادة حية، وتتضاعف هذه النسبة بوجود عوامل خطورة مثل الوراثة، لذلك من الضروري تطوير هذا البرنامج للوصول إلى العلاج التام وذلك عبر اختبار بسيط لا يتجاوز الـ 30 ثانية”.
وأكد الدكتور “حديد” على أهمية الإسراع في الكشف عن نقص السمع، الأمر الذي يسمح بالتدخل بشكل مبكر لضمان طفل سليم يتعلم الكلام واللغة والمعرفة والخبرات بشكل مناسب، ونسبة شفاء تصل إلى مئة بالمئة، والهدف الأساسي من تطوير هذا البرنامج هو زيادة الانتشار وزيادة عدد المراكز بكل المحافظات والمناطق والمدن بحيث يضمن الوصول إلى جميع الأطفال في سورية.
ولفت في حديثه إلى أهمية نشر أجهزة الاستقصاء بشكل أوسع وتعميم التدخل بشكل أفضل في برنامج مرافق لبرنامج التدخل، وهو برنامج تدريب أطباء على جراحة زرع الحلزون، وفي لقاء وزير الصحة الدكتور حسن الغباش مع أعضاء اللجنة الوطنية للمسح السمعي، تم مناقشة عدد من الأفكار والمقترحات التي تسهم في تطوير البرنامج وضمان سير العمل وتقديم أفضل الخدمات، من خلال تعزيز توحيد الجهود بين الجهات المعنية بتنفيذ البرنامج وإقامة المحاضرات وورشات العمل وتكثيف برامج التدريب والاجتماعات الدورية لتقييم العمل وتحديد الصعوبات.
ويذكر أن سورية تمتلك 46 مركزاً مجهزاً من مراكز المسح السمعي و12 مركزاً للاستقصاء، لتشخيص الحالات بشكل دقيق ومن ثم الانتقال إلى مرحلة التدخل بكافة أشكالها.