مجلة “ذا كرادل”: مجزرة طائفية بحق الدروز ارتكبها “النظام السوري” بتخطيط منسق من واشنطن و”إسرائيل”
أعلنت مجلة ذا كرادل إن التقارير المصورة والشهادات المحلية تشير إلى أن ما جرى في محافظة السويداء منتصف يوليو 2025 ليس مجرد صراع أهلي محلي، بل مجزرة طائفية مدبّرة ضد الطائفة الدرزية، ارتكبتها قوات “النظام السوري” بتخطيط منسق من الولايات المتحدة و“إسرائيل“.
تأتي هذه المجازر ضمن جهود أوسع لإجبار الدروز على طلب الحماية من “إسرائيل”، ما يمنح الدولة العبرية ذريعة لتوسيع احتلالها لجنوب سوريا، وإنشاء ما يُعرف بـ”ممر داوود”، والحفاظ على سوريا ضعيفة ومجزأة.
وقالت مجلة “ذا كرادل” إن “رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، القائد السابق في تنظيم داعش، والذي دُرّب طويلاً من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا لتولي الحكم في دمشق، أثبت أنه وكيل موثوق في تنفيذ هذا المخطط”.
اتهامات للنظام السوري بتنفيذ “حملة إبادة طائفية” ضد دروز السويداء
انطلقت الأحداث يوم الأحد 13 تموز، إثر اختطاف شاب درزي على طريق دمشق – السويداء، ما فجّر اشتباكات بين مجموعات بدوية وفصائل درزية مسلحة. وفي 15 تموز، أصدر الشرع أوامر بنشر الجيش وقوى الأمن في السويداء، زاعمًا “إعادة الأمن”، بينما تشير شهادات ميدانية إلى أن قوات الحكومة السورية الانتقالية شاركت في المجازر ضد الدروز.
وسائل إعلام مثل “ميديا لاين” و”رويترز” وثقت تصاعدًا للعنف بمجرد دخول الجيش، مع شهادات تؤكد أن قوات الحكومة الانتقالية شاركت بشكل مباشر في عمليات قتل وإحراق ونهب ممنهج، بحسب المجلة.
وتضيف المجلة: “حتى أن أنصار النظام أقرّوا بأن قوات الشرع أُرسلت للمشاركة في المجازر، لا لإنهائها”.
صالح الحموي، القائد السابق في جبهة النصرة، انتقد مزاعم الشرع بأن قواته تدخلت للفصل بين “عصابات درزية خارجة عن القانون” والبدو، قائلاً: “هذا غير صحيح، السلطة دخلت بقواتها كطرف ضد ميليشيات (الشيخ حكمت الهجري)”.
مشاهد مرعبة: توثيق بالصوت والصورة لمجازر وحشية
تم تداول آلاف الصور والمقاطع على وسائل التواصل، تظهر جرائم ضد الإنسانية، منها:
إعدام رجال دروز عزّل في الشوارع
حلق شوارب الضحايا – رمز ثقافي للطائفة – قبل قتلهم
قطع رؤوس الجثث بالسكاكين
إحراق مدنيين أحياء داخل منازلهم
خطف نساء وفتيات لاسترقاقهن
جثث العشرات في مستشفى السويداء الوطني
قتل رجل من ذوي الاحتياجات الخاصة مع عائلته
تواطؤ خارجي: دعم أمريكي-إسرائيلي لخطة الشرع؟
بحسب الصحافي وائل عصام، فإن الهجوم على السويداء لم يكن ارتجاليًا، بل مخططًا له مسبقًا، بإشراف كل من مختار التركي وأبو الحسن الأردني، بإشراف مباشر من الشرع.
وبحسب عصام، فإن الهجوم لم يكن ليتم دون إذن أمريكي-إسرائيلي، خاصة أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” تعهّد سابقًا بحماية الدروز في السويداء، وطالب بجعل جنوب سوريا “منطقة منزوعة السلاح”.
وتم قصف مبنى وزارة الدفاع في دمشق بتنسيق مع المخابرات التركية، لضمان عدم مقتل مسؤولين كبار. قال عصام إن “الأتراك أخطروا عددًا من المسؤولين بضرورة مغادرة مواقعهم وإجلاء عائلاتهم من دمشق قبل القصف”.
وفي حين سمحت قوات سوريا الديمقراطية، حليفة الولايات المتحدة وإسرائيل، لمقاتلي العشائر بالمرور عبر نقاط التفتيش التابعة لها، لم يتخذ سلاح الجو الإسرائيلي أي إجراء لقصف قوافلهم أثناء سفرهم لساعات عبر الصحراء السورية المفتوحة، فيما اعتبرته مجلة “ذا كرادل” توطئا مكشوفا.
ما الذي تريده “إسرائيل”؟
تقول مجلة “ذا كرادل” إنه وعلى الرغم من مزاعم الولايات المتحدة و”إسرائيل” والنظام السوري بأنهم يريدون حماية الدروز، إلا أن الواقع يكشف أن القوى العظمى سهلت المجازر بدلًا من منعها.
فالفظائع دفعت المزيد من الدروز إلى التفكير بالاحتماء بـ “إسرائيل”، ما يجعلهم يُنظر إليهم كـ”خونة” من قبل السنّة السوريين، ويعمّق الشروخ الطائفية.
وكلما ازداد اعتماد الدروز على الحماية الإسرائيلية، كلما استطاعت تل أبيب تبرير تعميق احتلالها لجنوب سوريا، بما في ذلك السويداء، وإنشاء “ممر داوود” الذي يربط الجولان المحتل بقاعدة التنف الأمريكية وحلفائها الأكراد في الشمال الشرقي.
حتى رويترز أشارت إلى أن المجازر في السويداء تخدم أهداف “إسرائيل” طويلة الأمد، إذ نقلت عن مسؤول خليجي قوله: “مع تزايد سفك الدماء، هناك مخاوف حقيقية من أن سوريا تتجه نحو التفكك إلى دويلات”، وهو ما يتماشى مع هدف إسرائيل في إبقاء سوريا “ضعيفة ولا مركزية”.
باختصار، استخدمت “إسرائيل” تكتيك المافيا الكلاسيكي: يرسل زعيم العصابة رجاله للاعتداء على صاحب متجر، ثم يطالبه بالدفع مقابل “الحماية”.
إقرأ أيضاً: هل يمهّد اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء لبداية حكم ذاتي؟
إقرأ أيضاً: السويداء بين نفي الحصار وتأكيد المعاناة.. من يقطع شريان الحياة؟