تصاعد أنشطة التحالف الدولي في سوريا: 244 شاحنة، 7 طائرات، و11 عملية إنزال في تموز

شهد شهر يوليو/تموز 2025 تصعيداً غير مسبوق في أنشطة قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة داخل سوريا، لم يقتصر هذا النشاط على تعزيز القواعد العسكرية في شمال وشرق سوريا، بل امتد ليشمل سلسلة من المداهمات الأمنية والضربات الجوية التي استهدفت خلايا تنظيم “داعش” في مناطق متفرقة، حتى تلك الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية والفصائل الموالية لتركيا، يُنظر إلى هذه التحركات كجزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى منع إعادة تشكل التنظيم ومواجهة نشاط خلاياه النائمة.

تعزيزات جوية وبرية مكثفة

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول تعزيزات ضخمة للتحالف الدولي خلال تموز:

7 طائرات شحن عسكرية: هبطت هذه الطائرات في قواعد التحالف، لا سيما في خراب الجير وقسرك بريف الحسكة، كانت هذه الشحنات تحمل مواد لوجستية، ومعدات عسكرية متطورة، وأسلحة ثقيلة، بالإضافة إلى جنود أمريكيين، مما يشير إلى تعزيز التواجد العسكري.

244 شاحنة برية: دخلت هذه الشاحنات المحملة بالمعدات العسكرية واللوجستية إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” عبر معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق. شملت هذه الشحنات صهاريج وقود، وكتلاً إسمنتية، ومدرعات، ومعدات دعم لوجستي، بهدف تعزيز التحصينات والبنية التحتية للقواعد العسكرية.

أنشطة التدريبات العسكرية

أجرت قوات التحالف الدولي و”قسد” 10 تدريبات عسكرية مشتركة في شمال وشرق سوريا، بما في ذلك:

قاعدة قسرك: شهدت تدريبات ليلية بالذخيرة الحية، وتحاكي التصدي للطائرات المسيرة باستخدام أسلحة ليزرية، بالإضافة إلى عمليات إنزال جوي ومداهمات وتحرير رهائن.

قاعدة الشدادي وغويران ومطار خراب الجير: تضمنت تدريبات مكثفة بالذخيرة الحية بمشاركة الطيران الحربي، واستهداف مواقع وهمية، بهدف رفع الجاهزية القتالية والتنسيق بين القوات.

حقل العمر النفطي: شهد انفجارات ناجمة عن تدريبات عسكرية مشتركة مع “قسد” وسط تحليق مكثف للطيران المروحي.

عمليات أمنية وتحركات استخباراتية

نفذ التحالف الدولي عدة تحركات وعمليات أمنية هامة:

دوريات استطلاعية: سير التحالف دوريات عسكرية استطلاعية برفقة “قسد” في بلدة عامودا بريف الحسكة الشمالي، وهي الأولى من نوعها في المنطقة منذ نحو أربع سنوات.

وفود رفيعة المستوى: دخل وفد أمريكي كبير إلى قاعدة قسرك، برفقة سيارات مصفحة، ويُرجح أن الزيارة تهدف إلى تقييم أمني ميداني والتنسيق مع “قسد” لمكافحة الإرهاب.

إعادة تموضع: شهدت قاعدة صرين تحركات نشطة للقوات الأمريكية وعمليات نقل باتجاه نقاط انتشار أخرى، ضمن إطار إعادة التموضع الدوري لمواجهة التوترات الأمنية ونشاط خلايا تنظيم “داعش”.

ملاحقة خلايا “داعش”

نفذت قوات التحالف الدولي 8 عمليات أمنية ضد خلايا تنظيم “داعش” أسفرت عن اعتقال 20 شخصاً، من بينهم قيادي وأمير وشرعي في التنظيم. توزعت هذه العمليات كالتالي:

3 عمليات في دير الزور: اعتقال 9 أشخاص، بينهم قيادي بارز (مهند الخلف الحمد) وأشخاص متورطون بالتعامل مع التنظيم.

3 عمليات في الحسكة: اعتقال 6 أشخاص، بينهم “أمير” (عبد الرزاق محمود السلامة) و”شرعي” (محمود صافي) في التنظيم، بالإضافة إلى عنصر يقوم بتجنيد آخرين داخل مخيم الهول.

2 عملية في الرقة: اعتقال 5 أشخاص، أحدهم عبر عملية إنزال جوي، والبقية في حملة مداهمات استهدفت مواقع يُشتبه باستخدامها من قبل الخلايا النائمة.

توسع نطاق عمليات التحالف الجوية

امتدت عمليات التحالف الدولي لتشمل مناطق خاضعة لسيطرة أطراف أخرى:

مناطق حكومة دمشق: نفذ التحالف عمليتين جويتين، إحداهما استهدفت سيارة في ريف إدلب الشمالي وأسفرت عن مقتل شخص، والأخرى استهدفت شخصًا في بلدة السيال بريف البوكمال شرقي دير الزور.

مناطق فصائل “الجيش الوطني” المدعومة من تركيا: نفذت قوات خاصة من التحالف الدولي عملية إنزال جوي نوعية في حي البوغزال بمدينة الباب شرقي حلب، استهدفت خلية تابعة لتنظيم “داعش”.

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” لاحقا مقتل قيادي بارز في التنظيم (ضياء زوبع مصلح الحرداني) واثنين من أبنائه في غارة جوية على المدينة، تُعد هذه العملية الأولى من نوعها في مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا هذا العام، مما يعكس تحولاً في طبيعة ومواقع عمليات التحالف ضد التنظيم.

 

اقرأ أيضاً: “التحالف الدولي”: إعادة تموضع القوات في سوريا “عملية مدروسة” تهدف لتعزيز الاستقرار

اقرأ أيضاً: فيدان يتحدث عن خارطة طريق جديدة في سوريا بجهود إقليمية ودولية

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

 

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.