في مسار مغاير للمتداول، كشف وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عبد الله بو حبيب، عن موعد الاجتماع الأول للجنة العربية بشأن سورية، والذي سيكون في منتصف شهر آب المقبل في العاصمة المصرية القاهرة، بحضور لبنان.
وجاءت هذه التصريحات، بخلاف ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام العربية حول تعثر ما يسمى “الحل العربي” حيث قالت صحيفة “عكاظ” السعودية، إن المملكة قادت جهوداً نشطة، لصياغة رؤية عربية قائمة على اجتماعي جدة وعمان، وقرار مجلس الأمن “2254”، ما أفرز استراتيجية “الخطوة بخطوة”.
واعتبرت الصحيفة السعودية، أن الحكومة السورية لم تبدِ موافقتها على أفق الحل المقترح عربياً بشكل صريح وواضح، مما دفع المجتمع الدولي إلى حالة من الشك، بإمكانية نجاح الدول العربية بإقناع القيادة السورية بهذا الإطار الجامع.
وتابعت الصحيفة أن هناك عدة مسائل عالقة تخص الملف السوري، استعادة الدولة السيطرة على أراضيها، ووجود ميليشيات “مثيرة للقلق” بالنسبة لدول الجوار، تهريب المخدرات، و”مسائل بناء الثقة” كالإفراج عن المعتقلين، عودة النازحين واللاجئين.
وتحدثت مصادر دبلوماسية عربية بحسب وكالة “عمون” الأردنية، عن تغير “كبير” في موقف الدول العربية تجاه الدولة السورية، فبعد تطبيع العلاقات السريع الذي حصل قبل شهرين، أوقفت الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، هذه الاندفاعة تدريجياً.
وأرجعت المصادر سبب ذلك، إلى رفض الدولة السورية الشروط التي وضعتها الدول العربية على سورية، إضافة لضغط من الولايات المتحدة الأميركية، لثني موقف السعودية وعموم الدول العربية من الانفتاح على دمشق.
وأوضح المحلل السياسي اللبناني، ميكائيل عوض، لداما بوست أن “المبادرة العربية قد تصاب بتعثر مؤقت ولن تنتفي شروطها وأسبابها، الإدارة الاميركية توجست كثيرا من المصالحات ووجدت فيها انهياراً لخططها ومشاريعها فبدأت تبذل جهودا استثنائية لتعطيلها، وهذ أمر منطقي ومحسوب”.
وتابع “للضغوط الاميركية حتى الآن فرصة، فلا يوجد أي دولة عربية جاهزة للاشتباك مع الولايات المتحدة، وهذا منطقي جدا، فالتحولات تجري بسلاسة وهدوء وبالرهان على الزمن، والجميع يراهن على مسار الضعف الأميركي إقليمياً، فلا سورية مستعجلة أو ترغب بإحراج الآخرين، ولا الآخرين مستعجلين للاشتباك مع أميركا الان”.
وبحسب “عوض”.. “يُراهن على أن السنة القادمة ستدخل الولايات المتحدة الحملات الانتخابية والتوترات ما يُفيد باستئناف المبادرة، والرهان أيضا على الحرب الأوكرانية ومساراتها التي تجزم بهزيمة أميركا والأطلسي، وهذا ينعكس إيجابا على المصالحات، ويعطي السعودية وغيرها فرصاً لتوسيع مساحة الافتراق عن أميركا”.
وختم عوض” أن الأهم على الإطلاق حصل، وهو الأساس، حيث جرت مصالحة إيران والسعودية، وجرت المصالحات مع سورية وعادت إلى الجامعة والقمة، وهذا تطور فرط استراتيجي مؤسس لحقبة في المنطقة والإقليم، التأخير أو الفرملة أو التهدئة مفهومة وليست انقلاب أو عودة إلى الاشتباك”.
يذكر أن وزراء الخارجية العرب أعلنوا مطلع أيار 2023 عودة سورية لشغل مقعدها في الجامعة، وذلك بالإجماع، الأمر الذي جعل قمة السعودية 2023 أول قمة يحضرها الرئيس بشار الأسد على رأس وفد سوري، منذ 12 عاماً.