مظلوم عبدي: نحن على تواصل مع تركيا وملتزمون باتفاقنا مع دمشق لبناء سوريا لامركزية

قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، إن هناك قنوات اتصال مباشرة بين قواته وتركيا، دون أن يوضح مدى استمرار تلك القنوات أو طبيعة الاتصال القائم حالياً.

وفي مقابلة متلفزة، شدد “عبدي” على أهمية إقامة نظام لامركزي يضمن حقوق جميع المكونات دون إقصاء، مضيفاً: “نريد سوريا يعيش فيها الجميع بكرامة، لكن من يتسلم الحكم اليوم لا يزال متمسكاً بمركزية الدولة، وهو غير مستعد للتعددية”.

واعتبر أن التجربة السورية خلال السنوات الماضية أثبتت فشل الحكم الشمولي في إدارة البلاد، داعياً إلى استخلاص العبر من الماضي والابتعاد عن نهج الحزب الواحد.

 

الاتفاق مع دمشق: التزام مشروط بالدستور

وحول الاتفاق الموقع بين “قسد” والحكومة السورية الانتقالية في 10 آذار/مارس الماضي، أوضح عبدي أن نجاح هذا الاتفاق مرهون بإدراج مبادئه في الدستور السوري المقبل، قائلاً: “في حال تم تثبيت ما اتفقنا عليه في الدستور، سنكون مطمئنين ومستعدين للانخراط في العملية السياسية”. وكشف أن لجاناً تطبيقية ستبدأ قريباً مناقشة آليات تنفيذ الاتفاق.

وأشار إلى أن التحدي الرئيسي يتمثل في تفسير بعض بنود الاتفاق، وخاصة ما يتعلق بدمج مناطق شرق سوريا ضمن الدولة السورية، مؤكداً في الوقت ذاته حرص “قسد” على الحفاظ على المكاسب التي تحققت بتضحيات كبيرة، وعلى أن يكون لتلك المناطق دور محوري في بناء سوريا المستقبل.

وأوضح عبدي أن المقصود باللامركزية هو تمكين سكان تلك المناطق من إدارة مؤسساتهم بأنفسهم، كما تطرق إلى مؤتمر “كونفرانس وحدة الموقف الكردي”، الذي عقد في 26 نيسان/أبريل الماضي بالقامشلي، مشيراً إلى أن المؤتمر أقر الفدرالية كخيار، إلا أن الاتفاق مع دمشق لم يتطرق صراحة إلى هذا النموذج من الحكم.

 

لا نية للتقسيم والالتزام بوحدة الأراضي السورية

وعبّر عبدي عن تمسكه بوحدة الأراضي السورية، قائلاً: “نحن ضد التقسيم، والفدرالية لا تعني الانفصال بل تعني إدارة محلية ضمن سوريا الموحدة”، وأكد أن رد فعل الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع على مؤتمر القامشلي كان متسرعاً، نافياً وجود أي نية للانفصال أو اعتماد مشاريع تقسيمية.

وفيما يتعلق بلقائه بالشرع، وصف عبدي الاجتماع بالإيجابي، وأبدى تفاؤله بإمكانية تجاوز العقبات والتوصل إلى حل دائم بالتعاون مع القيادة السورية.

 

توحيد القوى العسكرية ومستقبل قسد

وحول مستقبل الفصائل العسكرية، شدد عبدي على ضرورة توحيد الجيش السوري تحت قيادة مركزية واحدة، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية، مضيفاً: “نحرص على أن يكون لمقاتلي قسد، بما فيهم المقاتلات الكرديات، دور أساسي في التشكيلات العسكرية والأمنية المستقبلية”. كما أكد أن تطبيق الاتفاق مع دمشق بشكل سليم سيساعد في سد الفراغ الأمني ومنع انزلاق البلاد نحو حرب أهلية جديدة.

 

ملف سجون داعش

وفيما يخص سجون “داعش” الواقعة تحت سيطرة “قسد”، كشف عبدي أن المحادثات مع دمشق بشأن هذا الملف لم تبدأ بعد، مشيراً إلى أنه سيتم تشكيل لجان مشتركة لمعالجة هذا التحدي، مع التركيز حالياً على تأمين هذه المنشآت التي تضم قرابة 10 آلاف من مقاتلي “داعش” وتنظيمات إرهابية أخرى.

وفي سياق موازٍ، أشار إلى وجود آلاف المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب الحكومة السورية، معتبراً ذلك تحدياً آخر يجب معالجته.

 

العلاقات الإقليمية والدولية

نفى مظلوم عبدي وجود أي علاقات بين “قسد” و”إسرائيل”، مشدداً على التزامهم بمبدأ حسن الجوار. أما عن تركيا، فأكد أن هناك وقف إطلاق نار مؤقت ومشروط، وأن قنوات التواصل معها مفتوحة سواء بشكل مباشر أو عبر وسطاء. وقال: “نأمل أن تتطور العلاقات مع أنقرة، ولا أمانع لقاء الرئيس التركي أردوغان، ونحن منفتحون على بناء علاقة جيدة معها”.

أما بخصوص العلاقة مع الولايات المتحدة، فأكد أن الدعم الأميركي مستمر، وأن إعادة تموضع القوات الأميركية لا يؤثر على التعاون الجاري ضد “داعش”، مضيفاً: “التحالف الدولي يساعدنا أيضاً في التفاوض مع دمشق”.

 

النفط والموارد وموقف الأكراد

وفي ملف النفط، أكد مظلوم عبدي أن الموارد الطبيعية، بما فيها النفط، هي ملك لجميع السوريين، ويجب أن يستفيد منها الجميع بعدالة. وقال: “خضنا حرباً فرضت علينا لحماية مناطقنا، وقدمنا تضحيات جسيمة. آن الأوان لأن نرسم مستقبل سوريا على أساس العدل والمساواة”.

 

ويأتي هذا التصريح بعد يوم من تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي اتهم قوات “قسد” بـ”المماطلة” في تنفيذ الاتفاق المبرم مع الحكومة السورية، داعياً إياها إلى التوقف عن ذلك، وفقاً لما نقلته وكالة الأناضول الرسمية.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أعلنت في آذار/مارس الماضي توصلها إلى اتفاق للاندماج مع الحكومة السورية الانتقالية، في خطوة قد تعيد ترتيب موازين القوى في الشمال الشرقي من البلاد.

اقرأ أيضا:مسؤول كردي: لا تراجع عن مطلب اللامركزية في سوريا

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.