إخراج وكالة الأونروا من جميع أنواع التجاذبات أمر ضروري كونها تنهض بحالة إنسانية لا غنى ولا بديل عنها للفلسطينيين في القطاع، ولأجل ذلك اجتمع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مع 35 دولة من الجهات المانحة الرئيسية لوكالة الأونروا المعنية بـ غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وحذر من عواقب تعليق التمويل، ودعا إلى مواصلة دعم عمل الوكالة.
ووصف العديد من السفراء الاجتماع بأنه “بناء”، وذكرت تقارير أن غوتيريش قد قام خلاله بحث الدول المانحة التي قطعت مساهماتها عن الوكالة وأوقفت تمويلها على إعادة النظر في موقفها وردة فعلها بعد الاتهامات الإسرائيلية التي طالت الأونروا الجمعة.
هل تتفاقم مأساة الفلسطينيين بعد تعليق التمويل الغربي للأونروا؟
وتؤكد منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة، سيغريد كاغ، إنه لا يمكن لأي منظمة أخرى أن تحل محل قدرة الأونروا الهائلة وإمكاناتها ومعرفتها بالسكان.
وهناك مؤشرات قلق حتى في “إسرائيل” نفسها إذ تسود خشية من أن يسفر تجميد خدمات وعمليات الأونروا وسط حالة الحرب الراهنة، إلى أن تتفاقم الأزمة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون على الأرض.
وكانت العديد من الدول الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية قد قررت تعليق تمويل المنظمة، بعد مزاعم إسرائيلية بوجود موظفين لديها شاركوا في هجوم 7 تشرين الأول.
وأطلع الأمين العام للأمم المتحدة السفراء، بما في ذلك سفراء الاتحاد الأوروبي، في وقت متأخر من يوم أمس الثلاثاء على الإجراءات التي اتخذها في أعقاب الاتهامات الإسرائيلية.
وقالت الولايات المتحدة إنها تواصلت مع حكومة الكيان الإسرائيلي للحصول على مزيد من المعلومات بشان تلك المزاعم ضد الوكالة، وشددت على ضرورة ألا يطغى ذلك على “العمل العظيم الذي تقوم به الأونروا”.
وأشارت السفيرة الأمريكية إلى مشاركتها في الاجتماع الذي سيعقده أمين عام الأمم المتحدة اليوم الأربعاء مع المانحين لبحث سبيل التقدم إلى الأمام.
الأونروا في القطاع ضرورة.. النرويج: شريان حياة لـ 1.5 مليون لاجئ
إلى ذلك حث وزير خارجية النرويج، إسبن بارث إيدي، اليوم الأربعاء، الدول التي قطعت تمويلها عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، على النظر في عواقب أفعالها على السكان في غزة.
وتعهدت الدولة الواقعة في شمال أوروبا -وهي من أكبر المانحين للوكالة- بمواصلة تمويلها للأونروا بعد اتهامات بأن بعض موظفي الوكالة شاركوا في هجوم السابع من تشرين الأول الذي شنته المقاومة الفلسطينية على الاحتلال، وأكدت أن “إسرائيل” لم تطلعها على تفاصيل المزاعم.
وأكد بارث إيدي أن أوسلو متمسكة “بالتزامها القوي تجاه الأونروا والشعب الفلسطيني”، وصرح أن بلاده تواصل النقاش في مسألة التمويل مع مانحين آخرين.
وأوضح الوزير في حديثه: “الأونروا هي شريان حياة لـ 1.5 مليون لاجئ في غزة، والآن أكثر من أي وقت مضى، تحتاج الوكالة إلى دعم دولي”.
وشدد بارث إيدي على ضرورة “تجنب العقاب الجماعي لملايين الأشخاص”.