اعتداءات طائفية وفوضى أمنية في اللاذقية تطال منازل ومحال مدنيين
شهدت مدينة اللاذقية ومناطق متفرقة من الساحل السوري تصاعدًا خطيرًا في أعمال العنف، تمثّل في اعتداءات على منازل ومحال تجارية تعود لمدنيين من أبناء الطائفة العلوية، وذلك بالتزامن مع انتشار لقوات الأمن الداخلي في عدد من أحياء المدينة، لا سيما ضمن محافظة اللاذقية.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الإثنين، مقاطع فيديو موثّقة تُظهر هجمات باستخدام أسلحة بيضاء وأدوات حادة استهدفت منازل مدنيين، إلى جانب تسجيل حالات اعتداء جسدي طالت شبانًا ونساءً في عدة أحياء داخل المدينة.
كما أظهرت المقاطع أعمال تخريب واسعة شملت تكسير محال تجارية، وإلحاق أضرار بالسيارات المركونة في الشوارع، وسط غياب تدخل فوري وفعّال من الجهات الرسمية، في وقت كانت تشهد فيه البلاد زخمًا إعلاميًا متزامنًا مع إشهار العملة السورية الجديدة وكلمة رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع.
إحراق سيارة والاعتداء على ممتلكات المدنيين في مدينة #اللاذقية#داما_بوست #اللاذقية #فلتان_أمني pic.twitter.com/J75hOnDJ8t
— Dama Post (@post_dama74010) December 29, 2025
وتأتي هذه التطورات عقب توترات أمنية سابقة رافقت مظاهرات واحتجاجات شهدتها مناطق الساحل يوم الأحد الماضي، إضافة إلى حادثة تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب في وادي الذهب بمدينة حمص، ما ساهم في زيادة الاحتقان الشعبي والتوتر الطائفي.
كما وثّقت مشاهد جديدة دخول مجموعات عبر سيارات ودراجات نارية إلى أحياء الفاروس ومشروع الزين، إضافة إلى إحراق سيارة في منطقة الرمل الشمالي قبل انسحاب المهاجمين من المكان.
هجوم لمؤيدين للحكومة على محال تجارية ومواطنين في أحياء للطائفة العلوية بمدينة اللاذقية#داما_بوست #الطائفة_العلوية #اللاذقية pic.twitter.com/JTZv8iQMWG
— Dama Post (@post_dama74010) December 29, 2025
ووفق شهادات محلية، شهدت عدة أحياء في اللاذقية، مساء أمس، فوضى أمنية واعتداءات عنيفة جرت على مرأى ومسمع من قوات الأمن العام، وترافقت مع هجمات منسّقة استهدفت محال تجارية وسيارات مدنية ومرافق حيوية في مناطق: دوار الزراعة، شارع بنت الشاويش، دوار الأزهري، شارع الجمهورية، شارع شعبة التجنيد، الرمل الشمالي، مشروع ب، ومفرق الدعتور.
وأشارت المصادر إلى إطلاق نار متقطع واستخدام قنابل صوتية، إلى جانب هتافات وشتائم ذات طابع طائفي، ما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان.
وأكدت مصادر في المرصد السوري أن عناصر الأمن العام كانوا متواجدين في محيط الأحداث، إلا أنهم لم يتمكنوا من فرض السيطرة أو وقف الاعتداءات في حينها، الأمر الذي أثار مخاوف واسعة من انفلات أمني قد يهدد السلم الأهلي في المدينة.
وفي ظل هذه التطورات، تتصاعد تساؤلات الأهالي حول طبيعة ما يجري: هل هو عجز أمني خطير أم تغاضٍ متعمّد؟ وهل ينذر هذا التصعيد بمخاطر أكبر تطال سلامة المدنيين واستقرار الساحل السوري؟
إقرأ أيضاً: اعتداء طائفي على اليافع حمزة حسن في قدسيا يثير غضبًا واسعًا ويحوّل قضيته إلى رأي عام
إقرأ أيضاً: اعتداءات تستهدف أحياء الطائفة العلوية ومساجدها في عين الخضرة وسط تصعيد أمني في منطقة تلكلخ