حملات اعتقال وفوضى أمنية في الساحل السوري وحظر تجوال ليلي في اللاذقية
شهدت مدن الساحل السوري خلال الساعات الماضية تصعيدًا أمنيًا واسعًا تمثل في حملات اعتقال، وأعمال شغب، وفرض إجراءات أمنية مشددة، على خلفية المظاهرات الأخيرة التي عمّت عددًا من المناطق.
ففي مدينة القرداحة، نفّذت أجهزة الأمن التابعة للحكومة السورية الانتقالية حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 10 شبان خلال أقل من ساعتين، جرى توقيفهم من داخل منازلهم، دون ورود معلومات عن مذكرات قانونية أو توضيحات رسمية حول أسباب الاعتقال، وفق مصادر محلية للمرصد السوري.
وأثارت الحملة حالة من التوتر والاستياء الشعبي، وسط تساؤلات حول دور لجان السلم الأهلي في احتواء الأزمة.
وفي سياق متصل، نفّذت دوريات من الأمن العام حملات اعتقال في عدة قرى بريف حماة الغربي، أسفرت عن توقيف 6 أشخاص على خلفية المشاركة في المظاهرات التي دعا إليها الشيخ غزال غزال، حيث جرى اقتيادهم إلى جهة مجهولة دون الكشف عن مصيرهم.
كما أفادت شام TV باستمرار حملة اعتقالات في مدينة طرطوس طالت نحو 45 شابًا، إضافة إلى معلمة لغة فرنسية، بسبب المشاركة في مظاهرات “طوفان الكرامة”.
أعمال تخريب وحظر تجوال في اللاذقية:
بالتوازي مع حملات الاعتقال، شهدت مدينة اللاذقية ليلة من الفوضى وأعمال الشغب، تخللتها اعتداءات وتخريب واسع للممتلكات العامة والخاصة، وعمليات سلب ونهب لمحال تجارية، إضافة إلى تكسير وإحراق سيارات مدنية، في عدد من أحياء المدينة ذات الغالبية العلوية، وفق مصادر محلية وشهود عيان.
وأشارت المصادر إلى أن مجموعات من مؤيدي السلطة الانتقالية نفذت هذه الأعمال على أسس طائفية، مستخدمة دراجات نارية وسيارات وأدوات حادة، مرددة هتافات وشتائم وتهديدات بحق السكان، وسط عجز واضح لعناصر الأمن العام عن ضبط الوضع رغم تواجدهم في محيط الأحداث.
وفي تطور لاحق، فرضت السلطات الأمنية حظر تجوال ليلي في مدينة اللاذقية، عقب أعمال الشغب التي أسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة 13 آخرين بجروح متفاوتة.
وجاء القرار بالتزامن مع انتشار أمني واسع وتعزيزات للجيش، في محاولة لإعادة الاستقرار واحتواء التوتر المتصاعد.
وأعلنت الجهات الرسمية صباح اليوم عودة الهدوء النسبي إلى المدينة، مع استمرار الإجراءات الأمنية الاحترازية، وسط حالة من الترقب والقلق الشعبي.
رويترز: استياء متزايد وانقسام داخلي:
من جهتها، أفادت وكالة رويترز بأن موجة العنف التي شهدتها مناطق الساحل السوري ذات الغالبية العلوية ساهمت في اتساع حالة الاستياء من الحكومة الجديدة لدى شرائح من السكان.
وأضافت الوكالة أن الحكومة تحاول احتواء التوتر عبر حوافز اقتصادية وإجراءات عفو عام بهدف استعادة الثقة وكسب دعم الأقليات، إلا أن المشهد الداخلي لا يزال منقسمًا، مؤكدة أن “ليس كل شخص في سوريا راضيًا عن المسار الحالي”.
اقرا أيضاً:لماذا خرجت تظاهرات الساحل السوري؟
اقرأ أيضاً: فرض حظر تجوال في مدينة اللاذقية عقب اضطرابات أمنية