تعزيزات عسكرية من حزب العمال الكردستاني إلى الحسكة: توترات جديدة في العلاقات بين “قسد” وتركيا

كشفت مصادر سورية مطلعة عن إرسال حزب العمال الكردستاني تعزيزات عسكرية إلى محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، بالتزامن مع إعلان تركيا عن تقدم في عملية السلام بعد بيان زعيم الحزب، عبد الله أوجلان. ويأتي ذلك في وقت حساس يتسم بتزايد الضغوط التركية على “قسد” وتحركات الولايات المتحدة في المنطقة.

آلية نقل التعزيزات عبر الحدود السورية-العراقية:

بحسب المعلومات التي حصل عليها موقع “المدن”، بدأ حزب العمال الكردستاني في نقل المقاتلين إلى مناطق سيطرة “قسد” في الحسكة، عبر نقطة حدودية رئيسية في منطقة ربيعة (يعربية) على الحدود السورية-العراقية. تتم العملية بشكل منظم وبعيد عن أعين الطيران التركي والأمريكي، ويشرف عليها بشكل كامل قيادات “قسد” الميدانية.

مقاتلون متدربون يعززون الدفاعات العسكرية:

تضمنت التعزيزات نحو ألفي مقاتل، معظمهم من المحاربين المخضرمين الذين شاركوا في معارك جبال قنديل، بالإضافة إلى وحدات متخصصة في تكتيكات حرب العصابات والتسلل عبر الحدود. يتوقع أن تستمر عملية تعزيز القوات في الأيام المقبلة لتدعيم الدفاعات في مواجهة التهديدات التركية المحتملة على تل تمر وعين عيسى.

تحليل التوقيت: اتفاق أوجلان وتأثيره على “قسد”:

يأتي هذا التحرك العسكري بالتزامن مع بيان أوجلان الذي دعا فيه إلى “وضع السلاح” وإنهاء الكفاح المسلح، وهو ما رحبت به أنقرة كخطوة نحو حل سياسي. لكن مصادر داخل الحزب تؤكد أن هذا الانسحاب من الأراضي التركية يُعتبر “إعادة تموضع استراتيجي” وليس تسريحًا للقوات. وتعتبر سوريا ساحة جديدة للدفاع عن المكتسبات الكردية.

التوازن الأمريكي التركي: دعم “قسد” وصمت واشنطن:

في ظل هذه التحركات، تحافظ الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لـ”قسد”، على صمتها حيال هذه التعزيزات العسكرية. هذا الصمت يعكس التوازن الدقيق الذي تسعى واشنطن للحفاظ عليه بين دعم حليفها الكردي في محاربة “داعش”، وبين تحالفها مع تركيا في إطار الناتو.

الضغوط الداخلية على “قسد” وتهديدات “العمال الكردستاني”:

تواجه قيادة “قسد”، وعلى رأسها مظلوم عبدي، ضغوطًا متزايدة من حزب العمال الكردستاني لرفض أي اندماج كامل مع الجيش السوري. وتعتبر القيادة الكردية أن هذا الاندماج يمثل تهديدًا لمشروعها الكردي المستقل، وهو ما دفع إلى تأجيل بعض بنود الاتفاق مع الحكومة السورية، خصوصًا في ما يتعلق بدمج المعابر الحدودية وتسليم حقول النفط.

اتفاق 10 آذار/مارس 2025: خطوة نحو التوحيد دون حل “قسد”:

تصاعد التوترات العسكرية يأتي في إطار الاتفاق التاريخي بين “قسد” والحكومة السورية الانتقالية في آذار/مارس 2025، الذي يهدف إلى دمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن هيكل الدولة السورية. الاتفاق يضمن حقوق الأكراد السياسية والثقافية في الدستور المستقبلي ويُعتبر خطوة نحو توحيد الأراضي وتقاسم الثروات، لكن دون حل “قسد” بالكامل.

خلاصة:

تعزيزات حزب العمال الكردستاني إلى الحسكة توضح التوترات العسكرية المتزايدة في شمال شرق سوريا، حيث تتداخل المصالح التركية والأمريكية مع الضغوط الداخلية على “قسد”، مما يخلق بيئة معقدة للحل السياسي والاستقرار العسكري في المنطقة.

إقرأ أيضاً: قسد تنفي اتهامات دمشق لها باستهداف نقطة عسكرية بحلب

إقرأ أيضاً: قوات سوريا الديمقراطية: دمج قسد في الجيش السوري رهن بشروط واضحة

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.