أكد ما يسمى بالمستشرق “ميخال ميلشتاين” رئيس “منتدى الدراسات الفلسطينية” في مركز ديان بجامعة “تل أبيب” أن حزب الله لن يلوّح بالعلم الأبيض في الشمال والجنوب، وعلى “إسرائيل” أن تفهم ذلك.
وأوضح ميلشتاين أن “أولى الثغرتين إلى الغرق بحرب استنزاف للكيان الصهيوني، عدم إجراء تحقيق متعمق في جذور الفشل الذريع يوم السابع من أكتوبر، والثانية عدم وجود استراتيجية منظمة في إدارة الحرب الجارية، وبالتالي فإنه بدون دراسة معمقة لأحداث العام المنصرم، ووضع بوصلة استراتيجية واضحة، فإن الاحتلال في طريقه لأن يغرق في نظام استنزاف غني بالشعارات، لكنه خالي من الأهداف القابلة للتطبيق والبعد الزمني الواضح.”
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أن “ما تم تحقيقه في ساحات المعارك في الشهرين الماضيين، على جبهتي غزة ولبنان، ليس سوى فشل مؤلم “.
وقال ميلشتاين: “الأحاديث الإسرائيلية عن غياب الاستراتيجية باتت متزايدة، وتشمل جميع الأوساط، وهو ما يتم التعبير عن بحالة التراخي، ونقيض النصر المطلق، الأمر الذي يجد طريقه من خلال تصريحات غير مقنعة يصدرها قادة الاحتلال في المستويين السياسي والعسكرية، وتزعم أن الإنجازات العسكرية هي الاستراتيجية، بغض النظر عن عدم تقديم رؤية طويلة المدى، غالباً ما تكون منفصلة عن الواقع، تتضمن أهدافاً مثل نزع المقاومة في غزة، وتدمير “حماس”، وإنشاء نظام جديد في لبنان، وزعزعة استقرار إيران، وإنشاء أرضية استراتيجية جديدة.”
اقرأ أيضاً: باحث إسرائيلي يحذر كيانه: بوادر انتفاضة ثالثة تلوح في الأفق
وأشار إلى أن ما يحصل اليوم في شمال غزة بالتحديد يعكس كل النواقص الإسرائيلية، بعد أن بات أن المقصود لا يتعلق بتنفيذ “خطة الجنرالات” أو إعداد الأرض لتجديد المستوطنات في المنطقة، ومن ناحية أخرى، فلم يوضح ذلك كيف يعزز هزيمة حماس، لأن الحديث الإسرائيلي المتكرر عن “تطهير” المنطقة من حماس، لم يتم تعريف كيفيته، ومتى سيتم تحقيقه، وما إذا كان واقعياً أصلا.
وأكد أن “السلوك الإسرائيلي في غزة اليوم يعكس تكرار التجربة الأميركية الفاشلة في العراق 2003، حين تنبأت بشرق أوسط جديد وديمقراطي ومستقر، وإعادة تشكيل وعي الشعب العراقي، واليوم تظهر في الخطاب الإسرائيلي أوهام ذات نكهة أمريكية لنظام جديد يقوم على “فقاعات” عقيمة، وإدارة غزة من خلال معلمين ورجال شرطة من العالم العربي والدولي، مع أن “إسرائيل” مطالبة بأن تفهم أنه من غير الممكن إبادة الخصم، مع وجود احتمال كبير بعدم تحقيق ذلك، لأنه لن يلوّح بالعلم الأبيض في الشمال والجنوب”.