هل ستغير نتيجة الانتخابات الأمريكية واقع الحروب في “الشرق الأوسط”، سؤال بات يطرح نفسه بقوة والعالم يترقب يوم الخامس من تشرين الثاني المقبل، لمعرفة ما تؤول إليه الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يتنافس فيها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مع نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس.
هذا اليوم المرتقب فيه ستجري أحداث كثيرة وفي حسم النتائج أيضاً لما لها من أثر على القرارات العالمية، في وقت تتصاعد فيه الأزمات ما بين الحرب على غزة ولبنان، وما في العالم من صراعات وحروب ومنها الحرب الأوكرانية، وضوائق سياسية واقتصادية.
اقرأ أيضاً: استطلاع: ترامب يتقدم على هاريس بفارق بسيط
وفي شباط 2023، فاجأ الرئيس الأمريكي جو بايدن الجميع بزيارته لكييف في لحظة كان صوت صفارات الإنذار يعلو، معلناً خلالها أن “أمريكا تظل منارة للأمل”، فإما أن تحمل كمالا هاريس، في حال فوزها، راية الاستمرار في نهج بايدن ودور الولايات المتحدة العالمي، أو يعود دونالد ترامب ليضع رؤية جديدة تقوم على تعزيز المصالح الداخلية لأمريكا.
وفي تحليل لـ ليز دوسيت، كبيرة المراسلين الدوليين في شبكة “بي بي سي”، فإنها أكدت أن العالم قد ينتظر تغيرات عقب انتهاء الانتخابات الأمريكية، أي كان الفائز بالوصول إلى البيت الأبيض.
وأبرز ما يقلق الأوروبيين هو موقف ترامب العدائي من حلف الناتو، حيث أشار مراراً إلى احتمالية انسحاب الولايات المتحدة من الحلف، ما يثير مخاوف عديدة، حيث تمثل ميزانية الدفاع الأمريكية ثلثي إنفاق الحلف العسكري، كما تتفوق ميزانيتها على أكبر عشر دول مجتمعة.
وعلى الرغم من أن ترامب دفع بعض الدول لرفع مساهماتها الدفاعية، إلا أن تصريحاته تهدد تماسك التحالف، على الجانب الآخر، من المتوقع أن تواصل هاريس سياسة بايدن الداعمة للناتو مع استمرار تقديم الدعم لأوكرانيا، لكنها قد تواجه عقبات إذا سيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ.
اقرأ أيضاً: زعماء المال العالمي يبدون المخاوف من تأثير عودة ترامب للرئاسة الأمريكية
وفي هذا السياق، ترى إحدى عضوات مجموعة الأزمات الدولية، كومفورت إرو، أن دور الولايات المتحدة كوسيط أصبح محدوداً في ظل زيادة التنافس بين القوى الكبرى.
وتعتبر أن ازدواجية السياسة الأمريكية تبدو واضحة، فهي تدين تدخل روسيا في أوكرانيا، بينما تلتزم الصمت حيال أزمات أخرى، مثل غزة، ولبنان وإذا فازت هاريس، فإنه يتوقع أن تستمر السياسة الحالية، بينما قد يسعى ترامب لصفقة جديدة مع موسكو على حساب كييف، مع دعم أكبر لإسرائيل في قضايا الشرق الأوسط.
ويحتمل أن تعزز هاريس التزامها بمساعدة المدنيين في النزاعات، بينما قد يميل ترامب إلى التركيز على اتفاقيات أبراهام، والتي تسعى لإرساء تطبيع إقليمي.