داما بوست _ كاترين الطاس | لم يكن يعلم (لؤي.ر) بعد إصابته بجلطة دماغية أن تخرج يده اليسرى عن سيطرة عقله، وتصبح تتحرك من تلقاء نفسها كما لو أن لها عقلها الخاص، يتحدث لـ “داما بوست” عما حصل معه، فعندما بدأت الأعراض المفاجأة بالظهور راجع طبيباً مختصاً في الأعصاب ليخبره بأنه مصاب بـ “متلازمة اليد الغريبة”..
يتابع لؤي: “أصبحت يدي فوضوية، حتى بدأت أشعر أنها ليست جزءاً من جسدي، ولا يمكنني السيطرة على حركتها، فهي تتحرك عمداً للقيام بمهام غير مقصودة.”
ما هي متلازمة اليد الغريبة؟
هي يد فوضوية لا يستطيع المريض التحكم بها ولا السيطرة عليها، بإرادة منفصلة عن جسده، حتى في أبسط الأمور اليومية الاعتيادية من فتح الباب إلى الضغط على أزرار الكهرباء، فهي ليست متعاونة إطلاقاً، ونستطيع القول إنها ليست منتمية لصاحبها..
ولكن؛ تعتبر حالة غير مؤلمة إلّا أنّها تسبب الإحراج للمرضى مما يؤدي إلى إصابتهم باضطرابات نفسية خطيرة كالاكتئاب، علماً أنه تم تشخيص أول إصابة بها عام 1909.
أسباب الإصابة بها
يمكن أن تحدث متلازمة اليد الغريبة نتيجة لعدة عوامل، فمثلاً؛ بعد الإصابة بالسكتة الدماغية، أو الورم في الدماغ، حيث ترتبط أحياناً بالسرطان، والأمراض التنكسية العصبية، وأيضاً ممكن أن تصيب المريض بعد إجراء بعض العمليات الجراحية في الدماغ التي تفصل بين نصفي الدماغ، وقد يشمل ذلك شقاً على طول الجسم الثفني، فيقوم بتقسيم نصفي الكرة المخية، ويسمح بالاتصال بين الجانبين، وبعد جراحات علاج الصرع.
أعراضها
القيام بسلوكيات غير هادفة أو مرغوبة، كشد الشعر أو تمزيق الملابس، وتقوم في بعض الأحيان بالضرب أو الخنق، كما يمكن أن تكون معاكسة لتصرفات اليد الأخرى مثل قيامها بغلق الباب بعد فتحه باليد الأخرى.. ويصل بعض المرضى إلى حد ربط شخصية مختلفة بنفسه، أو أن يقول مثلاً أن هذه اليد هي لشخصٍ آخر.
هل يوجد علاج لمتلازمة اليد الغريبة؟
لا يوجد علاج مؤكد لهذه المتلازمة، لكن هناك طرق لزيادة تحكم العقل في اليد المصابة وتقليل حركاتها اللاإرادية، عن طريق بعض الأدوية العصبية والمهدئات.. وقد يتعافى منها الأشخاص المصابون بها بعد مرض في الدماغ مع مرور الوقت، أمّا أولئك الذين يعانون منها بسبب أمراض التنكس العصبي فحظوظهم بالشفاء أقل.
اقرأ أيضاً: “الأخطاء الطبية” تُحوِّل المشافي إلى “مقابر”.. متى ينتهي هذا الكابوس؟