عمار ابراهيم- داما بوست| ما إن يحل فصل الشتاء أو تنخفض درجات الحرارة حتى يهرع التجار إلى رفع أسعار المدافئ بمختلف أنواعها، سواء كانت المخصصة للمازوت أو الحطب، في تكرار لما يحصل منذ بداية الأزمة في سوريا.
وشهدت أسعار المدافئ لهذا العام ارتفاعاً ملحوظاً، متأثرة بعدة عوامل، بحسب معظم التجار، كان ارتفاع سعر الصرف أولها، بالإضافة إلى عوامل أخرى من أبرزها رفع أسعار حوامل الطاقة.
هذا وتعرف حمص ببرودة شتائها مقارنة بالمحافظات الأخرى، وهي المشهورة بفتح الهواء اللاسع في ريفها الغربي، وأصبح هم المواطن خلال الفترة الحالية تأمين مستلزمات الشتاء، من الصوبيا وتوابعها إلى المحروقات الشحيحة، أو حتى الحطب المرتفعة أسعاره دائماً.
وفي جولة لـ “داما بوست”:على بعض محال بيع المدافئ في أحياء مدينة حمص، فقد اتضح بحسب الأسعار المعتمدة من قبل أصحابها وإفادات الأهالي أيضاً بأن أسعارها ارتفعت عن العام الماضي بما يقارب 35% لمختلف الأحجام والمعدن المستخدم فيها سواء كانت حديد أو” تنك”.
وترواحت أسعار مدافئ المازوت في حمص -التي تعتبر أرخص من باقي المحافظات- بين 400 و800 ألف ليرة سورية، وذلك وفق جودة المعدن وحجم المدفأة، بينما بلغت أسعار المدافئ الكبيرة (التوربو) أرقاماً فلكية تراوحت بين 2-4 ملايين ليرة.
اقرأ أيضاً: آراء السوريين بارتفاع سعر المازوت
وبدورها، شهدت أسعار مدافئ الحطب ارتفاعات كبيرة، وبلغ أقلها مليون ونصف للأحجام الصغيرة، وتصل 5 ملايين للكبيرة، دون الحديث عن تلك التي تُطلب (تفصيل) إذ تصل تكلفة بعضها نحو 8 ملايين، بحسب أبو يزن (حداد).
من جهته، قال عبدو (صاحب محل لبيع الخردوات والمدافئ بحي الزهراء) إن: “بيع المدافئ الجديدة في أدنى مستوياته خلال سنوات الازمة كافة، في ظل غلاء غير مسبوق اجتاح جميع مقومات الحياة”.
وأضاف البائع: “لا يمكن إنكار الغلاء الراهن المسيطر على أسعار المدافئ، والتي ارتفعت بما يعادل 3 أضعاف عن العام الفائت، مع ضعف الرواتب والأجور من جهة، وشح مازوت التدفئة من جهة أخرى”.
وتابع: “أرخص المدافئ هي الصاج (التنك) وتترواح بحسب الماركات ما بين 500_800 ألف ليرة وفق حجمها، وتبدأ الأسعار بالارتفاع حتى تصل مليون ونصف ليرة، دون الحديث عن بقية المستلزمات من كوع ولاصق وغيرها”.
أما عن أسعار بقية المستلزمات، أشار عبدو إلى أن: “سعر البوري الواحد يتراوح بين 15_ 25 ألف ليرة بحسب النوعية والجودة، والكوع نحو 20 ألف ليرة، وبكرة اللاصق نحو 50 ألف ليرة، وصحن المدفأة ما بين 100_150 ألف ليرة”.
وتسبب هذا الارتفاع غير المبرر بجعل شراء المدفأة الجديدة حكراً على الميسورين مادياً، بينما توجهت الغالبية العظمى من السكان لشراء مدافئ مستعملة، أو إعادة صيانة القديمة في منازلهم.
من جهته، قال أبو محمد (من سكان حي العباسية بمدينة حمص) إنه “سيتم اعتماد الحل الأكثر استخداماً خلال السنوات الماضية، أي استعمال المدافئ القديمة رغم مرور السنوات عليها، فمن يمتلك القدرة على شراء مدفأة جديدة تتطلب راتبين كاملين من أجل 50 لتر مازوت فقط”.
ولجأ بعض السكان لتجميع النايلون والخشب والكرتون، من أماكن تجمع القمامة، لاستعمالها كوقود مجاني سام وخطير، مع استنشاق العائلات له واستعماله للطبخ والتدفئة.
الجدير بالذكر أن هذه الحلول تأتي دون التطرق للطرق البدائية التي عادت بعض المناطق لاستخدامها، للتدفئة والطهي والانارة، مع انقطاع الكهرباء شبه التام، “كالببور وضوء الكاز وقرفوش الجلة” المستخدمة من روث الحيوانات بغرض التدفئة أيضاً.
اقرأ أيضاً: مع شح المحروقات وارتفاع أسعارها بالسوق السوداء.. ما هي بدائل التدفئة بحمص؟
ويترافق ارتفاع أسعار معظم المواد الأساسية في سوريا، يترافق مع تدني مستوى الدخل الشهري للكثير من العائلات، مع فقدان التوازن بين القدرة الشرائية وتكلفة الحاجيات الأساسية، وسط مطالبات بضرورة رفع الرواتب، والسيطرة على الأسعار وذلك لعدم استفادة المواطن من كل زيادة مع ما يرافقها من ارتفاع موازٍ لها بل وأكثر ارتفاعاً.
يذكر أن الحكومة السورية رفعت مؤخراً سعر الـ 50 ليتر مازوت المخصص للتدفئة إلى 250 ألف ليرة سورية، بينما يبلغ سعر ليتر المازوت في السوق السوداء نحو 20 ألف ليرة سورية.