ماهر الشرع يتصدر المشهد.. هل تعود المحاصصة العائلية إلى الحكم؟
أثار ظهور ماهر الشرع، شقيق الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، في اجتماع وزاري رسمي، جدلاً واسعًا في الأوساط السورية، خاصة بعد ترؤسه جلسة تناولت واقع قطاع النقل البري وضمّت وزراء من الحكومة الانتقالية، ما فتح باب التساؤلات حول الدور الحقيقي الذي بات يلعبه الشرع داخل هيكل السلطة التنفيذية في البلاد.
تعيين يثير التساؤلات حول “حكم العائلة”:
جاء تعيين ماهر الشرع في منصب الأمين العام لرئاسة الجمهورية، خلفًا لعبد الرحمن سلامة، في توقيت حساس، وسط مخاوف من عودة عقلية التوريث والمحاصصة العائلية، والتي لطالما ارتبطت بأنظمة الحكم السابقة في سوريا.
وبحسب ما نقلته مصادر حكومية، فإن المنصب يمنح صلاحيات واسعة تشمل التنسيق بين الرئاسة والحكومة، وإعداد مشاريع القرارات، بالإضافة إلى صياغة السياسات الاستراتيجية، ما يجعل شقيق الرئيس في موقع مفصلي.
خبراء يحذرون من “إلغاء ضمني” لمنصب رئيس الوزراء:
الخبير الاقتصادي كرم الشعار علّق على الظهور اللافت لماهر الشرع، معتبرًا أن ما يجري هو “إلغاء غير معلن” لمنصب رئيس الوزراء، خاصة بعد إسناد مهام استراتيجية عابرة للوزارات إليه، في مشهد يعكس، بحسب الشعار، تغوّل دائرة المقربين في مفاصل الدولة.
كما أشار إلى أن تعيين الأقارب في مناصب سيادية غالبًا ما يؤدي إلى خلط الصلاحيات، وتعقيد المساءلة، وإضعاف مؤسسات الدولة، مستشهدًا بتجارب دولية تعتبر هذه الممارسات مؤشرًا على فشل الأنظمة الجمهورية.
السوريون ينقسمون على وسائل التواصل: محاباة أم كفاءة؟
أثارت الخطوة أيضًا انقسامًا بين السوريين على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الكثيرون عن مخاوف من تكرار نموذج الحكم العائلي، مستعيدين أسماء من الماضي تسببت في ترسيخ الاستبداد والفساد داخل الدولة.
وفي المقابل، دافع آخرون عن التعيين، مشيرين إلى مؤهلات ماهر الشرع الأكاديمية في الطب وإدارة النظم الصحية، بالإضافة إلى ما يوصف بـ “الثقة السياسية” المطلوبة في مرحلة انتقالية حساسة كالتي تمر بها سوريا حاليًا.
هل تعود سوريا إلى نفس الأخطاء السابقة؟
ويرى مراقبون أن هذا الجدل السياسي حول منصب ماهر الشرع لا ينفصل عن السياق الأوسع في البلاد، حيث تحاول الحكومة الانتقالية تقديم نموذج مختلف عن الحكم السابق، إلا أن عودة أسماء قريبة من رأس الدولة إلى مواقع القرار تثير الشكوك حول جدية التغيير.
وفي حين لم تصدر الرئاسة السورية تعليقًا رسميًا على ردود الفعل، فإن المؤشرات تؤكد أن الشارع السوري ما زال حساسًا جدًا تجاه مظاهر “السلطة العائلية”، خاصة بعد تجربة مؤلمة امتدت لعقود.
إقرأ أيضاً: صلاحيات ماهر الشرع تثير تساؤلات دستورية.. ومخاوف من تغييب دور مجلس الوزراء
إقرأ أيضاً: سيطرة عائلية على السلطة في سوريا.. جدل حول ترؤس شقيق الرئيس الشرع اجتماعاً وزارياً