تصعيد في شمال شرق سوريا: “الإدارة الذاتية” تغلق مدارس مسيحية
شهدت مدينة القامشلي صباح أمس الإثنين تصعيدًا خطيرًا في الخلاف بين “الإدارة الذاتية” ورؤساء الكنائس المسيحية.
حيث أغلقت الإدارة الذاتية المدارس الخاصة التابعة للمكونات المسيحية بالقوة، بعد رفض الأخيرة التخلي عن تدريس المنهاج الحكومي السوري.
وقامت قوات الأمن الداخلي “الأسايش” باقتحام وإغلاق خمس مدارس خاصة تابعة للسريان والأرمن، وطردت الإداريين والطلاب منها بشكل مفاجئ
تفاصيل الإغلاق والمدارس المستهدفة
أكدت مصادر محلية أن عملية الإغلاق جرت دون أي إشعار مسبق أو سند قانوني، وبأسلوب وُصف بأنه “مهين ومفاجئ أمام الطلاب”.
وقالت معلمة فضلت عدم ذكر اسمها لـ موقع “العربي الجديد” إن عناصر الأمن وجّهوا لهم إهانات وعبارات مسيئة أثناء عملية الاقتحام.
وشملت حملة الإغلاق المدارس التالية في القامشلي:
1- مار قرياقس (السريان الأرثوذكس – حي الأربوية)
2- السلام (الأرمن الكاثوليك)
3- ميسلون (الإنجيليون)
4- فارس الخوري (الآشوريون)
5- الاتحاد (الأرمن الأرثوذكس)
موقف “الإدارة الذاتية”: توحيد المناهج ومحاربة “التجارة”
من جانبه، برر عدنان بري، الرئيس المشترك لهيئة التربية والتعليم في مقاطعة الجزيرة التابعة للإدارة الذاتية، الإغلاقات.
مؤكداً على ضرورة أن يكون التعليم مجانياً ورفض الهيئة لتحويل التعليم إلى “مشروع تجاري”.
وشدد بري على أن أي مؤسسة تعليمية تعمل دون ترخيص من هيئة التربية ستُغلق، وفقاً لقرار سابق.
وأكد أن الهيئة تحملت مسؤولية تأمين التعليم المجاني لأبناء المنطقة كافة.
مشيراً إلى أن قرار توحيد المناهج وإلغاء تدريس مناهج الحكومة السورية الانتقالية كان قد صدر في 3 سبتمبر 2025.
تحذيرات من الآثار السلبية للقرار
اعتبر مسؤولون مسيحيون هذا الإجراء تصعيداً غير مقبول.
حيث أكد كبريئيل موشي كورية، مسؤول المنظمة الآثورية الديمقراطية، أن الوفد التابع للتربية والتعليم مُرافقاً بعناصر من “الأسايش” منع الإدارات من تدريس المنهاج الحكومي الرسمي، وعند طلب قرار مختوم، قالوا “لا يوجد قرار مختوم وإنما هناك تصريح”.
وأشار كورية إلى أن هذه المدارس لا يقتصر التدريس فيها على المسيحيين فقط، بل يدرس فيها طلاب من مختلف المكونات نظراً لـ”مستواها التعليمي المتقدم”.
وحذر كورية من أن هذا القرار بفرض منهاج غير معترف به، أو حظر تدريس المنهاج الحكومي، ستكون له آثار سلبية على عشرات آلاف الطلاب ومستقبل عملية التعليم برمتها، داعياً الإدارة الذاتية إلى:
- التراجع عن هذا القرار والكفّ عن تسييس ملف التعليم.
- الدخول في حوار مباشر وفوري مع أصحاب المدارس الخاصة لإيجاد حلول تضمن مواصلة الطلاب دراستهم في أجواء بعيدة عن التوتر.
يُذكر أن ملف التعليم لا يزال موضع تفاوض شاق بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق خلال الأشهر الماضية، دون التوصل إلى اتفاق حول المناهج أو الاعتراف بالشهادات
إقرأ أيضاً: تصعيد جديد.. مجهولون يحرقون مقر الوطني الكردي في عامودا