تستمر الاشتباكات بين العشائر العربية و”قسد” لليوم الثالث على التوالي، وذلك بعد إطلاق المليشيا التابعة للاحتلال الأميركي عملية أمنية استهدفت قيادات “مجلس دير الزور العسكري”.
وبلغت الاشتباكات ذروتها في بلدة “العزبة” التي تحولت لخط الدفاع الأول عن ريف دير الزور الشرقي حيث وردت أنباء عن سقوطها بيد ميليشيا “قسد”، مقابل تأكيد جهات عشائرية بأن الدفاعات فيها ما زالت متماسكة وأن المقاتلين أفشلوا الهجوم.
وعلى المقلب الآخر سيطر أبناء العشائر على المنطقة الممتدة من مدينة البصيرة التي تحتوي مركزة قيادة لـ “قسد”، حتى حدود حقل “كونيكو”، مع انسحاب كامل للمليشيا، بحسب وسائل إعلام.
ولا يوجد عدد رسمي لخسائر “قسد” في المعارك إلا أن أقل المعلومات أكدت أن قتلى الميليشيا على مدار الأيام الأخيرة تجاوز الخمسين، وعطب عشرات الآليات، وأكدت مصادر “داما بوست” مقتل 29 مسلحاً من “قسد” جراء الاشتباكات الليلية، مع قوات العشائر و”مجلس دير الزور العسكري” على محاور ريفي دير الزور الشرقي والشمالي وتوزعت كالتالي الصوّر (4) الربيضة (2) الحريجية (6) البصيرة (5) ضُمان (8) ذيبان (4)، وأكدت مصادرنا انشقاق 24 عنصراً من “قسد” في معارك البصيرة وتسليم أنفسهم للعشائر، في حين أن عملياتها لم تستثني المدنيين الذين تضاربت الأنباء حول عددهم، وسط معلومات عن مقتل وجرح نحو 18 مدنياً بينهم أطفال.
وهاجم أبناء العشائر حواجز ميليشيا “قسد” في قرى وبلدات الجاسمي وجديد عكيدات والحاس وابريهة والحديقة وذبيان وزغير وأبو حمام والشحيل وغرانيج وصرين، حيث حاولت الميليشيا استقدام تعزيزات لحماية مواقعها وتركيز هجومها على بلدة العزبة، التي أشيعت معلومات عن سقوطها صباح الأربعاء.
واستهدفت “قسد” منازل المدنيين في العزبة لكسر صمود الأهالي، بينما قامت بإغلاق مشفى النور في الشحيل الذي يضم عشرات المرضى للضغط على أبناء العشائر في سبيل إيقاف الهجمات على المنطقة.
وفي أول رد رسمي على مطالب شيوخ العشائر ومهلة 12 ساعة لوقف القتال وإطلاق سراح قيادات “المجلس” قال مدير المركز الإعلامي لـ “قسد” المدعو “فرهاد شامي” أن “القوات تؤكد على أداء مهامها بمواجهة أي محاولات لعرقلة العملية الأمنية في دير الزور، لحين تحقيق أهدافها في القـضاء على خلايا داعش واعتقال المتورطين في العمليات الإجرامية.
وعقد شيوخ العشائر اجتماعات متتالية لبحث “الخطوات القادمة”، حيث توحدت الآراء حول وجوب طرد “قسد” من دير الزور ووضع المنطقة تحت سلطة إدارة مدنية تعمل إلى إدارة مقدراتها، سيما وأنها تنتج أكثر من 80 ألف برميل نفط يومياً يذهب إلى “قسد” بأفرعها بالعراق وتركيا بالإضافة إلى اكتفاء المنطقة ذاتياً من كل شيء، وفق تصريحات وجهاء العشائر.
وأعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم “ثوار عشائر دير الزور” النفير العام ضد “قسد” بعد انتهاء مهلة 12 ساعة، بينما صدر بيان عن مجموعة من محافظة الرقة في مدينة تل أبيض أكدت فيه وقوفها إلى جانب أبناء محافظة دير الزور ضد العملية العسكرية التي تشنها “قسد”.
وأفادت مصادر “داما بوست” أن “المكلف مرحلياً بزعامة مجلس دير الزور العسكري أبو الليث خشام، يؤكد أن الأمور خرجت عن السيطرة، ويوجه دعوة لمتزعم قسد مظلوم عبدي لبدء عملية مفاوضات، مشدداً على أن الأمور ذاهبة إلى الفوضى”.
وهرب القيادي فيما يسمى “مجلس دير الزور العسكري المدعو “أدهم الخبيل” شقيق زعيم المجلس “أحمد الخبيل” الملقب “أبو خولة” من المكان الذي كان محاصراً به في حي خشمان بمدينة الحسكة، ووصوله إلى قرية الربيضة شمالي دير الزور، مع ظهوره متوعداً بإطلاق معركة خلال الساعات القادمة تحت مسمى “استعادة الملك وكسر الأغلال” ضد ميليشيا “قسد”.