اعتقلت ميليشيا “قسد” التابعة للاحتلال الأميركي، الاثنين الماضي، المدعو “أحمد الخبيل – أبو خولة” المتزعم السابق لما يسمى بـ “مجلس دير الزور العسكري” الفصيل الأبرز ضمن المليشيا، وذلك بعد إطلاق الأولى لحملة أمنية طالت قيادات الصف الأول في “المجلس”.
وأعلنت “قسد” عن حملة أمنية بحجة ملاحقة فلول “داعش” تحت اسم “تعزيز الأمن” لكن العملية استهدفت مقرات “المجلس” حيث داهمت عناصر “قسد” اجتماعاً لـ “أبو خولة” في قاعدة “الوزير” بمحافظة الحسكة، وقامت باعتقاله هو وما يصل لخمسين قيادي آخر.
وإثر ذلك اشتعلت حمية العشائر العربية رفضاً لانقلاب “قسد” على المكون العربي في المنطقة، ومحاولتها عزل الفصائل العسكرية العربية ليستتب لها الوضع وتسيطر على كامل الجزيرة السورية.
وانتفض أبناء عدد من العشائر ضد “قسد” متوحدين على امتداد الجزيرة السورية، محذرين “قسد” من النفير العام في حال عدم الإفراج عن “أبو خولة” ورفاقه، وهو ما تم إعلانه بعد انتهاء المدة لتندلع الاشتباكات الأقوى بين العشائر والميليشيا.
ما مصير المختفي قسراً “أحمد الخبيل”؟
خرج المتحدث الإعلامي باسم ميليشيا “قسد”، ليؤكد استمرار الحملة حتى تحقيق أهدافها في القـضاء على خلايا “داعش”، واعتقال المتورطين في العمليات الإجرامية، بعد ساعات من بيان للمليشيا حول تطورات الاحداث، واللافت في كلام المصدرين، تجاهل الحديث حول مصير قائد “المجلس” المدعو “أبو خولة” ورفاقه.
ومع تواتر الأنباء عن قيام “قسد” بتصفية “أبو خولة”، ظهرت بعض الأصوات تؤكد بقاءه على قيد الحياة تحت الإقامة الجبرية، لتفتح الباب هذه التكهنات حول مصير “الخبيل” وكيف سيكون بعد ارتفاع حدة الاشتباكات مع مقاتليه في ساحات دير الزور.
الموت أو مصير “أبو عيسى”
مع غياب أي مصدر يؤكد مصير “أبو خولة” تحت يد عناصر “قسد”، يكون الأمر محسوماً بين أمرين، إما القتل مع رفاقه، أو وضعه تحت الإقامة الجبرية للضغط على أبناء العشائر للخضوع لقرارات “قسد” من جهة، ولضمان السيطرة على كامل المنطقة دون أي مشاكل من جهة أُخرى.
ويعتبر الأخير هو الخيار الأكثر ترجيحاً، لاستخدام “قسد” ذات الأسلوب في تجارب سابقة بأماكن مختلفة، فبالعودة إلى حزيران 2018، نجد أن المليشيا تعاملت مع الفصيل العربي الأبرز في الرقة حينها “لواء ثوار الرقة” وفق منهجية مشابهة.
ولعب “اللواء” بقيادة المدعو “أحمد علوش” أو “أبو عيسى”، دوراً رئيسياً تحت راية “قسد” في مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي، وقتاله خلال معارك طرد التنظيم من المحافظة.
وتلقى “اللواء” حينها دعماً مكثفاً من “قسد” والاحتلال الأميركي، إلا أن الأمور تغيرت بعد تحرير الرقة وظهور “اللواء” كعنصر أساسي في العملية، ما دفع “قسد” لتتبيع الرقة لمشروع “الإدارة الذاتية”، ليسهل عليها الإشراف والسيطرة على خيرات الرقة وجغرافيتها، الأمر الذي رفضه “اللواء”.
واندلعت الاشتباكات حينها بين الطرفين لطرد أحدهما للآخر، إلا أن “قسد” وبذات الأسلوب، أطلقت عملية أمنية حصدت فيها 300 عنصر من “اللواء” على رأسهم “أبو عيسى” الذي وضعته تحت الإقامة الجبرية، حتى تدخل الوسطاء في 2020 والإفراج عنه بعد ضمان “قسد” إنهاء سيطرة “اللواء”.
بعد هذه المقاربة، يتعلق مصير “أبو خولة” ومن خلفه مصير ريف دير الزور الشرقي، على عاتق أبناء العشائر العربية، ليكون السؤال هل سترضى العشائر الخضوع لشروط “عصابات قنديل” كما يصفونها أم أن الاشتباك سيبقى على حدته من الاشتعال حتى انتصار أحد الطرفين؟
يذكر أن أبناء العشائر العربية أعلنوا “النفير العام” ضد “قسد” بعد انتهاء مهلة 12 ساعة تم إعطائها للمليشيا حتى تطلق سراح القيادات العربية التي اعتقلتها، لكن رفض “قسد”، أدى لرفع حدة التصعيد لليوم الثالث على التوالي.