الجيش السوري بعد 2024: دمج كامل للفصائل وهيكلة بـ25 فرقة عسكرية

كشفت مصادر عسكرية مطلعة لموقع المدن أن وزارة الدفاع السورية بدأت تنفيذ خطة شاملة لإعادة هيكلة الجيش السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد نهاية عام 2024، شملت دمج الفصائل المسلحة، وتشكيل 25 فرقة عسكرية جديدة، وتفعيل الأكاديميات والكليات الحربية، بدعم سياسي وتنسيق مع دول إقليمية أبرزها تركيا.

دمج شامل للفصائل المسلحة في سوريا ضمن الجيش الجديد

بحسب المصادر، تم دمج جميع الفصائل العسكرية التي كانت ضمن “هيئة تحرير الشام” و”الجيش الوطني” وفصائل الجنوب السوري، ضمن فرق عسكرية نظامية تحت إشراف وزارة الدفاع السورية. بلغ عدد الفرق المشكلة حتى الآن 25 فرقة، في إطار سعي الوزارة لبناء مؤسسة عسكرية موحدة.

وتم نقل مهمة تسليم الرواتب من الفصائل إلى وزارة الدفاع مباشرة، ما عزز من مركزية القرار العسكري. وأشارت المصادر إلى أن الوزارة قطعت الرواتب عن بعض التشكيلات الرافضة للاندماج، مما أجبرها على الانضمام إلى الهيكلية الجديدة.

ومن الأمثلة على هذه الخطوات، تخريج 3000 عنصر من الفرقة 76 في الأكاديمية العسكرية بحلب، بحضور رسمي، وهي من أحدث الفرق المنشأة حديثًا ضمن التشكيلات الجديدة للجيش.

إعادة تفعيل الأكاديميات والكليات العسكرية في سوريا

ضمن خطة وزارة الدفاع السورية، تم إعادة تشغيل الكليات والأكاديميات الحربية في مختلف التخصصات، منها الكلية السياسية، والهندسية، والاستخباراتية، بهدف تدريب الكوادر العسكرية الجدد ومنحهم الرتب العسكرية المناسبة.

يُشرف على هذه الخطوة العميد فضل الله الحجي (المعروف بأبو يامن) مدير الأكاديمية العسكرية العليا، بمشاركة عبد الرحيم عطون رئيس المكتب الاستشاري للشؤون الدينية لدى رئاسة الجمهورية، والذي تولى مؤخرًا إدارة التوجيه المعنوي في الجيش السوري.

وتُعد هذه الأكاديميات جزءاً من خطة الوزارة لبناء جيش احترافي، يشمل تدريباً عسكرياً وعقائدياً موحداً، مستعينًا بشخصيات سابقة في جهاز التوجيه السياسي، مثل مظهر الويس وحسن الدغيم، لإلقاء المحاضرات التوجيهية وإعداد المناهج.

الدور التركي في إعادة بناء الجيش السوري

على الرغم من نفي المصادر وجود تمويل مباشر من تركيا لإعادة هيكلة الجيش السوري، إلا أن هناك قبولاً تركياً ضمنياً لدمج “الجيش الوطني السوري” الذي كانت تدعمه أنقرة في الجيش الرسمي السوري الجديد.

كما جرى تعزيز التعاون الدفاعي بين الطرفين، حيث استقبل وزير الدفاع السوري اللواء المهندس مرهف أبو قصرة وفداً من رئاسة الصناعات الدفاعية التركية، وتم الاتفاق على خطوات لتطوير القدرات التقنية واللوجستية للجيش.

وشارك وفد من وزارة الدفاع السورية في معرض IDEF 2025 للصناعات الدفاعية في تركيا، حيث زار الوفد أقسام الطيران الحربي والمسير واطلع على أحدث تقنيات الطيران العسكري، ضمن خطة لتحديث قدرات القوات الجوية.

الجيش السوري الجديد: جيش موحد بتنسيق إقليمي وتحديث شامل

تشير هذه الإجراءات إلى أن الحكومة السورية الانتقالية تسعى لتأسيس جيش موحد، يعتمد على مركزية القرار، والتدريب المؤسسي، والدعم الإقليمي، خصوصاً من تركيا، لإعادة ضبط المشهد الأمني بعد عقد من الانقسامات.

إقرأ أيضاً: الفرقة 84 قوات خاصة تعرف على هيكلية المقاتلين الأجانب في الجيش السوري

إقرأ أيضاً: دمشق تعد خطة لترحيل المقاتلين الأجانب: ملف حرج يعرقل تطبيع سوريا وأمن المنطقة

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.