مذيعة سورية تفضح الإعلام الجديد: هل عادت “الإخبارية السورية” إلى فبركة الماضي؟
في مقابلة مدوية أعادت الجدل حول مستقبل الإعلام السوري، خرجت مذيعة سورية، بتصريحات جريئة تُلقي الضوء على ما تعتبره استمرارا لنهج التضليل والتحريض في المشهد الإعلامي الحالي، مقارنةً إياه بفترة حكم “بشار الأسد”.
“الإخبارية السورية”: تكرار أم تطور؟
لم تتردد الإعلامية السورية ساندرا علوش، التي عملت في قناة “الإخبارية السورية” منذ عام 2012، في الإجابة على تساؤلات خلال المقابلة حول تقييمها للمنظومة الإعلامية الراهنة، لاسيما قناة “الإخبارية السورية”، مؤكدةً بشكل قاطع أن القناة “لم تختلف أبدا” عن النهج الذي اتبعته في الماضي.
وأوضحت علوش أن القناة كانت في السابق تُقدم “روايات مظللة لتشويه صورة الثورة السورية” و”المكونات السورية” التي خرجت للتظاهر مطالبة بحقوقها.
وما يثير قلق علوش اليوم هو استمرار “الأساليب نفسها تماما”، حيث تعمل القناة على “تشويه أي جهة سورية تعترض أو تطالب بأمور مُحقة”، وتُشير إلى تكرار “الخطاب التحريضي نفسه الذي كان يدعو إلى قتل السوريين” المختلفين مع سياسة الحكومة، كما تستنكر عودة مصطلحات مثل “الحسم العسكري” و”الضرب بيد من حديد” في خطاب “الإخبارية السورية” والقنوات الموالية للحكومة الانتقالية الحالية.
“ثوار الأمس” في خدمة السلطة الجديدة؟
تطرقت علوش بأسف خلال المقابلة إلى حال الإعلاميين الذين وصفوا بـ”الثورجيين” والذين كانوا ينادون بحرية الصحافة ودولة القانون، وتصفهم الآن بأنهم “أصبحوا أدوات بيد السلطة الجديدة” يروجون لرواياتها التي تخدم مصالحها على حساب الواقع.
وقدمت علوش نصيحة لهم بضرورة “تصحيح مسارهم والاعتصام بالمهنية” والتعامل بمسؤولية أخلاقية مع جميع مكونات الشعب السوري، كونهم “إعلاما وطنيا” يجب ألا ينحاز لطرف ضد الوطن بأكمله.
“دم السوري على السوري حرام”: صرخة في وجه التجاهل
في مشهد مؤثر، أشارت علوش إلى مظاهرة سلمية نادرة في دمشق شارك فيها عدد قليل من النشطاء رافعين شعارات مثل “دم السوري على السوري حرام” و”نرفض العدوان الصهيوني على كافة الأراضي السورية”، مؤكدين حيادهم.
ورغم تغطية الإعلام الدولي لهذه المظاهرة، إلا أن “التلفزيون السوري الوطني” تجاهلها تماما، وتستنكر علوش هذا التجاهل الإعلامي للصحفية زينة شهلا، التي تعرضت للاعتقال والتعذيب في السابق، والتي تم مؤخرا الإساءة إليها من قبل شخص وصفته علوش بـ”وحش الظلام”.
وتساءلت علوش عن صمت الإعلام السوري الذي كان غالبية أفراده “هاربين في الخارج” بينما كانت شهلا “صامدة في الداخل”.
خطاب الكراهية: “صناعة” من الداخل؟
تتفق علوش مع وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى حول وجود “الآلاف من الحسابات الوهمية” التي تنشر التضليل والانقسام، لكنها تُضيف أن “جزءاً كبيراً” من هذه الحسابات يأتي “من الداخل، من سوريين محسوبين على السلطة” ممن “يعتاشون على الشماتة والتحريض على القتل”.
وتحذر من أن “الهجوم الوحشي على السويداء” لم يأتِ من فراغ، بل سبقه “تراكم خطاب شيطنة ممنهج” ضد أبناء الجبل، قادته “صفحات وتيارات محسوبة على ‘الخط الرسمي'” وشجعته “حسابات شعبوية”.
وتؤكد أن “هؤلاء الذين يقودون خطاب التحريض، لا يفعلونه مجانا”، واصفة إياه بـ”صناعة كراهية كاملة” لن تتوقف إلا بغرق سوريا بأكملها.
وتختتم المذيعة السورية، بدعوة صريحة لمكافحة مروجي المعلومات المضللة من الداخل، والذين يعملون “باسم الدولة” و”باسم الوطن”، مؤكدة أن “أسماءهم باتت معروفة تماماً للسوريين”.
فهل تشهد سوريا تحولاً حقيقياً في خطابها الإعلامي، أم أن التاريخ يُعيد نفسه؟
اقرأ أيضاً: توصيف طائفي على الإخبارية السورية يشعل غضب المتابعين
اقرأ أيضاً: الإعلام تحت قبضة السلطة: كيف تُدار وسائل الإعلام في سوريا؟
حساباتنا: فيسبوك تلغرام يوتيوب