رؤية السعودية الجديدة لسوريا: دعم الاستقرار في وجه التحديات الإقليمية

تتبنى المملكة العربية السعودية مقاربة استراتيجية شاملة تجاه الملف السوري، ترتكز على دعم الحكومة السورية الجديدة وتهدف إلى إعادة الاستقرار والازدهار في البلاد. هذا التوجه السعودي، الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يسعى إلى تأهيل سوريا وإعادتها للمجتمع الدولي كدولة فاعلة ومستقلة،وذلك بحسب دراسة أجراها مركز الإتحاد للأبحاث والتطوير.

محاور الدعم السعودي لسوريا:

  • الاعتراف وإعادة الإعمار: أبدت السعودية اعترافاً رسمياً بالحكومة السورية الجديدة وانخرطت بوضوح في جهود إعادة هيكلة مؤسسات الدولة. يتجلى ذلك في دعم مشاريع إعادة الإعمار، وفتح استثمارات واسعة، وتوقيع اتفاقيات استراتيجية في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا. وقد زار وفد سعودي رفيع المستوى دمشق، مؤكداً حرص القيادة السعودية على دعم سوريا في مسارها نحو البناء والازدهار.
  • رفض التدخلات الإسرائيلية: اتخذت السعودية موقفاً رافضاً للغارات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، خاصة في دمشق وجنوب البلاد. وقد وصفت هذه الاعتداءات في الإعلام السعودي بأنها “استفزازات تمس السيادة السورية وتعرقل جهود الاستقرار”. وتُظهر الرياض قلقاً متزايداً من النفوذ الإسرائيلي في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، خشية أن تؤدي هذه التدخلات إلى إضعاف الحكومة الجديدة وفتح الباب أمام تفكك البلاد وعودة النفوذ الإيراني. كما عبرت السعودية عن قلقها من محاولات فصل السويداء عن الدولة المركزية، واتهمت أطرافاً خارجية، وعلى رأسها إسرائيل، بدعم مجموعات مسلحة، مؤكدة دعمها لحق الدولة السورية في بسط سيادتها على كامل أراضيها.
  • مواجهة التضليل وحماية الوحدة: ترى السعودية أن سوريا اليوم تواجه “حرب تضليل” ممنهجة تستهدف زعزعة استقرار الدول الوطنية. ويدعو الإعلام السعودي إلى عمل مؤسساتي خليجي مشترك لمواجهة هذه الهجمة الشرسة، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية والسورية. كما تُعد أحداث السويداء ورقة خطرة تُستخدم لتفكيك البلد وإعادة تشكيله على أساس طائفي، وتؤكد الدول العربية والإسلامية، بدعم سعودي، على ضرورة دعم أمن سوريا ووحدتها ورفض كل التدخلات الخارجية في شؤونها.
  • شراكات إقليمية: تسعى الرياض إلى بناء علاقات إقليمية متوازنة تخدم استقرار المنطقة، وفيما يتعلق بتركيا، ترى السعودية أن أنقرة شريك أساسي في تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، رغم تباين المصالح بين البلدين في مناطق مثل إدلب وحلب. وقد امتلكت تركيا نفوذاً كبيراً في سوريا بعد سقوط الأسد، وتسعى للاستفادة من ذلك في مجالات التجارة وإعادة الإعمار والطاقة والدفاع. كما تهدف تركيا إلى إنهاء وجود وحدات حماية الشعب الكردية على امتداد حدودها.

التحديات والرؤية المستقبلية:

تواجه الحكومة السورية الجديدة تحديات كبيرة، بما في ذلك بناء جيش وطني، وإعادة بناء المواطنة، ومعالجة التخريب الذي لحق بالنسيج الاجتماعي. وترى السعودية أن الفرصة متاحة اليوم لإخراج سوريا من واقعها المرير، وتدعمها في الابتعاد عن أي أدوار لا تليق بها كدولة مستقلة، سواء في مسار الإرهاب أو المخدرات أو أداء أدوار نيابة عن آخرين.

يؤكد الإعلام السعودي أن “لا خلاص لسوريا إلا بوحدتها، ولا مستقبل لها إلا برفض التدخلات الخارجية السافرة، وعلى رأسها التدخل الإسرائيلي”. إن المرحلة المقبلة تتطلب وعياً سورياً متجدداً بخطورة اللحظة، وتوحيداً وطنياً يضع في مقدمة أولوياته الحفاظ على وحدة البلاد وإفشال أي محاولات خارجية لاستثمار الأوضاع الداخلية.

 

اقرأ أيضاً: الاستثمارات السعودية ستعيد التقانة الحديثة إلى المصانع السورية

اقرأ أيضاً: سوريا والسعودية تستعدان لتوقيع اتفاقيات تجارية بقيمة 4 مليارات دولار

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.