السويداء تعاني العطش: أزمة مياه خانقة بسبب تعطل الآبار وانقطاع الكهرباء
تواجه محافظة السويداء أزمة مياه خانقة، بسبب تعطل معظم آبار المياه، وانقطاع التيار الكهربائي، ونقص المحروقات، ما أدى إلى صعوبة كبيرة في تأمين مياه الشرب والنظافة الشخصية لآلاف السكان، بما فيهم النازحون القاطنون في المدينة وريفها.
ونشرت صفحات محلية في السويداء مقاطع فيديو توثق تفشي أزمة المياه، حيث ظهرت طوابير المواطنين ينتظرون دورهم لملء عبوات المياه من خزانات مؤقتة قامت جمعية الهلال الأحمر السوري بتوزيعها في شوارع المدينة.
شهادات من أهالي السويداء: الحياة بدون ماء أو كهرباء
قال كمال السعدي، أحد سكان السويداء، لموقع “العربي الجديد”، إن السكان يعيشون أزمة إنسانية حقيقية، إذ لا مياه، لا كهرباء، ولا حتى خبز، فيما تنعدم المواد الأساسية في الأسواق. وأضاف أن معظم الآبار الجوفية التي يعتمد عليها السكان خرجت عن الخدمة بسبب غياب الكهرباء والمحروقات الضرورية لتشغيل المضخات.
أما ميساء العبد الله، المقيمة في ريف السويداء وتستضيف عائلات نازحة، فأكدت أن أزمة المياه ليست جديدة، لكنها ازدادت حدة بعد الأحداث الأخيرة والهجمات المتكررة. وتابعت: “في قريتي وحدها 16 بئراً، جميعها معطلة، والحلول الحكومية غير فعالة رغم الوعود بتأمين غطاسات وتشغيل الآبار”.
السويداء تعتمد على شراء المياه بالصهاريج بأسعار باهظة
مع تعطل معظم مصادر المياه العامة، يلجأ العديد من السكان إلى شراء المياه من الآبار الخاصة التي تُباع عبر صهاريج. وتصل كلفة تعبئة 25 برميلاً إلى 125 ألف ليرة سورية (نحو 12 دولاراً أميركياً)، وقد تضاعفت الأسعار في الأيام الأخيرة مع اشتداد الأزمة.
وأكدت ميساء أن استمرار هذا الوضع يهدد بـ”كارثة إنسانية” شاملة في المحافظة.
قوافل مساعدات تصل إلى السويداء عبر معبر بصرى الشام
في محاولة لتخفيف الأزمة، وصلت يوم أمس الثلاثاء قافلة مساعدات إنسانية من دمشق إلى السويداء عبر معبر بصرى الشام الإنساني بريف درعا. وتضمنت القافلة:
22 شاحنة تحمل
27 ألف لتر من المحروقات
2000 سلة غذائية
2000 سلة صحية
10 آلاف عبوة مياه شرب
40 طناً من الطحين
مواد طبية متنوعة
وتعد هذه القافلة هي الرابعة خلال يومين، في ظل محاولات الحكومة تخفيف الضغط عن المحافظة المتأزمة.
أزمة المياه في السويداء 2025: بين سوء الإدارة ونقص الموارد
تعتمد محافظة السويداء على ما يقارب 150 بئراً جوفية لتلبية حاجاتها من المياه، لكن القسم الأكبر منها تعطل بسبب الفساد الإداري، وانهيار البنية التحتية، وعدم توفر الطاقة اللازمة للتشغيل. وتُعد هذه الأزمة امتداداً لتحديات سابقة شهدتها المحافظة خلال سنوات الحرب، لكنها اليوم بلغت ذروتها في ظل غياب حلول فعالة.
إقرأ أيضاً: رويترز: فيديوهات مرعبة توثق إعدامات جماعية في السويداء على يد مسلحين بزي عسكري
إقرأ أيضاً: خفايا صفقة السويداء: كيف أعادت واشنطن وتل أبيب توزيع النفوذ في سوريا؟