إيقاف مسرحية “كل عار وأنتم بخير” في طرطوس يثير الجدل حول حدود الرقابة في سوريا
في أحدث فصول الجدل حول طبيعة وحدود الرقابة في “سوريا الجديدة”، أُوقف عرض مسرحية “كل عار وأنتم بخير” للأخوين محمد وأحمد ملص، والذي كان مقررًا تقديمه مساء اليوم في صالة سعد الله ونوس بالمسرح القومي في طرطوس.
وجاء قرار الإيقاف، بحسب إعلان الأخوين، لأسباب غير معروفة. وبتواصل موقع “العربي الجديد” مع محمد ملص، أكد “ألّا معلومات دقيقة لديه عن قرار الإيقاف”.
ولم يمنع إيقاف العرض في المسرح القومي، استمراره في المقاهي الثقافية في المدينة، مع ما يحمله ذلك من مسؤولية في ظل قرار إيقاف العرض الرسمي.
اللافت أن إيقاف العرض في المسرح القومي لم يمنع استمراره في المقاهي الثقافية بالمدينة، وهو ما يحمل في طياته مسؤولية خاصة في ظل قرار المنع الرسمي.
و كان العرض الأول للمسرحية في حلب قد أُرجئ سابقًا، تزامنًا مع أحداث السويداء، قبل أن يُقدم في 22 يوليو.
وشهد عرض حلب ارتجالات استلهمت المشهد السوري الراهن، وتضمنت إشارات إلى تفجير الكنائس، وعمليات القتل على الهوية، بالإضافة إلى مشاهد انتشرت في السويداء تُظهر إلقاء مدنيين من الشرفات.
يقدم الأخوان ملص العرض في سياق نقاشات سورية مستمرة حول مفاهيم خيانة الوطن، الإلحاد والإيمان، ومختلف التأويلات السياسية والدينية التي أصبحت جزءًا من الحياة اليومية.
ومع ذلك، فإن بقاء أسباب إيقاف العرض غير معروفة يعزز المخاوف بشأن حدود التعبير، والخطوط الحمراء المفروضة على الثقافة – أو المفترضة – خصوصًا مع غياب التصريحات الرسمية التي تبرر منع الأعمال المسرحية، والروايات، وغيرها من أشكال التعبير.
لا يزال مصير العروض التي كانت مقررة في السلمية والسويداء مجهولًا حتى الآن، خاصة أن قرار إيقاف عرض طرطوس جاء بعد عودة فعاليات ثقافية أخرى، يأخذ بعضها طابعًا احتفاليًا، بعيدًا عن جوهر الفعل النقدي للثقافة.
إقرأ أيضاً: الأخوين ملص على مسرح القباني.. كيف تفاعلت رشا شربتجي؟