يدور رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في حلقة مفرغة، ويظهر العفن في داخل الكيان هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى، اضطرابات داخلية وعصيان وتخبط في مؤسسات الكيان وفي اتخاذ القرارات، على مستوى الكيان وفيما يخص الحرب على غزة، والاعتداءات المتكررة على لبنان وسوريا.
بنيامين نتنياهو بات كالبطة العرجاء في وسط مستنقع الكيان، وبيده يخط ويكتب علامات تفكك كيانه العفن الذي يطفو على سطحه شتى أنواع الأمراض الاجتماعية والسياسية والعسكرية، وكل يوم تغرب فيه الشمس على الكيان تتعمق فيه أزماته ويهوي نحو قعر الهاوية والانهيار بشكل لم يألفه الاحتلال من ذي قبل.
ضربة تشرين الأول القاصمة ساهمت في إضعاف جيش الاحتلال أكثر من أي حرب خاضتها “إسرائيل” مع المقاومة الفلسطينية في كل تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فمنذ ذلك التاريخ، والهجوم اللفظي والدعائي، من نتنياهو على جيش الاحتلال والأمن لا يتوقف.
الضربة الحادة للمقاومة كشفت أيضاً عن تلك التحولات السلبية الجارية بعمق في الكيان ومجتمعه الفاشي، فالإجماع على الحرب وخياراتها في الشهور الأولى، تحوّل إلى استقطاب حاد حول أولويات الحرب، وملف الأسرى، وصلاحيات جيش الكيان والشاباك، وصولاً لاقتحام معسكرات الجيش الإسرائيلي وقواعده.
وقد أثبتت سلسلة الأحداث التي شهدها معتقل سديه تيمان وقاعدة بيت ليد في الشارون داخل الأراضي المحتلة تفكك كيان الاحتلال الإسرائيلي تحت يد بنيامين نتنياهو، والأحداث الحالية دليل حي ومباشر على مسيرة التفكك، وكل حلقة في السلسلة تشير إلى عفن منظوماتي وتداخلها جميعها يشكل عناصر فتاكة وقاتلة بالنسبة لكيان العدو الصهيوني.
وفي كل يوم من عمر الحرب المجنونة الصهيونية على غزة يشهد جنرالات الكيان بأنهم لن يهزموا “حماس” وكل يوم يمر من هذه الحرب يعمق انهيار كيانهم ويغرقه في وحل العار والانحدار، ويقطعه إلى مليشيات متناحرة ومتناقضة.
العفن تفشى في كل شيء، داخل كيان الاحتلال وبعد أحداث الكيان الأخيرة سارع ما يسمى رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي ادلشتاين للإعلان أنه سيعقد اليوم بحثاً في موضوع اعتقال المقاتلين وسلوك النائبة العسكرية العامة والشرطة العسكرية، وتحول داخل الكيان إلى عالم مقلوب في جنود الاحتياط وما تسمى الشرطة العسكرية، والنواب والوزراء الصهاينة، صراع بين كل مكونات الكيان وفوضى عارمة تجتاح مفاصله التي أصابها الصدأ.
وتبقى الخلافات الطاحنة بين أوساط الاحتلال بشأن وقف إطلاق النار سيدة الموقف مع اتهامات متواصلة لنتنياهو بتخريب الاتفاق، وعدم رغبته في استرجاع أسرى الكيان لدى المقاومة، ناهيك عن الخلافات والحرب والتخوين بين ساسة وعسكر الاحتلال الذين وصفوا أنفسهم بالمجرمين، هو تآكل الاحتلال من الداخل، وكيان نتنياهو فقد السيطرة على اليمين المتطرف، بل فقد السيطرة على دفة الكيان برمته ومن يزرع الفوضى يحصد الفوضى، ومن يزرع الموت يحصد الموت وهم سيفككون الكيان بأيديهم ويخربونه قبل أن تقضي عليهم نيران المقاومات في المنطقة.