على وقع حرب التصريحات المشتعلة بين تركيا و”إسرائيل” يبدو أن هنالك طلاقاً سياسياً يظهر بين أنقرة و”تل أبيب”، بل أن الأمر تعدى الحدود السياسية حين زعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيدخل الأراضي المحتلة، ما حمل ما يسمى وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس، لدعوة حلف شمال الأطلسي “ناتو” إلى طرد تركيا من عضويته في خطوة من المرجح أن تزيد من التوتر بين تركيا والاحتلال.
وصعد الرئيس أردوغان، من يومين لهجته ضد الاحتلال الإسرائيلي، إذ اقترح تدخل تركيا بالنيابة عن الفلسطينيين، ربما بدعم عسكري، بطرق مشابهة لما فعلته في بلدان أخرى.
واليوم شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أن كيان الاحتلال الإسرائيلي الذ لا يعترف بالقانون الدولي يشكل تهديداً للبشرية جمعاء”، مشيراً إلى أن “إسرائيل تتصرف مثل تنظيم إرهابي”، وذلك في ظل تواصل العدوان الوحشي على قطاع غزة وتصاعد التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان.
وقال أردوغان في كلمة له في اجتماع موسع مع رؤساء الولايات في حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، إن “إسرائيل هي الوحيدة في منطقتنا التي تبحث عن أمنها من خلال العدوان والمجازر واحتلال الأراضي وتتصرف كتنظيم إرهابي”.
وأضاف أردوغان أن “إسرائيل التي لا تعترف بالقانون تشكل تهديداً للبشرية جمعاء وللعالم بأسره وليس فقط لفلسطين ولبنان”، حسب ما نقلته وكالة الأناضول.
يأتي ذلك على وقع تصاعد التوترات بين أنقرة والاحتلال عقب تلويح أردوغان بإمكانية إقدام بلاده على التدخل العسكري في “إسرائيل” كما فعلت ذلك سابقا في ليبيا وإقليم كره باغ الأذربيجاني.
وقال أردوغان خلال كلمته اليوم، “نحن لا نعتدي على حقوق الآخرين ولا نسمح لأحد بالاعتداء على حقوقنا ولن نترك إخواننا (الشعب الفلسطيني) وحدهم عاجزين في أصعب أيامهم”.
وشدد على أن “قادة الغرب والمنظمات المنوط بها ضمان الأمن الدولي يشاهدون الوحشية في غزة عن بعد منذ نحو 300 يوم”، متسائلاً “كم من الأطفال يجب أن يموتوا لإدراك أن سياسات إسرائيل الاستعمارية تهدد المنطقة بأكملها؟”.
وأشار الرئيس التركي إلى أن “إسرائيل تمارس وحشية تفوق التي اقترفها هتلر”، ولفت إلى أن “غزة اليوم تحولت إلى أكبر معسكر إبادة في العالم”.
وأثارت تصريحات الرئيس التركي غضب الاحتلال الإسرائيلي، الذي هاجم أردوغان بشدة على لسان وزير خارجيته يسرائيل كاتس.
في المقابل، قالت وزارة الخارجية التركية رداً على تصريحات كاتس، إنه “كما كانت نهاية مرتكب الإبادة الجماعية هتلر، كذلك ستكون نهاية نتنياهو الذي ارتكب الإبادة الجماعية”.