استقالت الموظفة في وزارة الداخلية الأمريكية ليلي غرينبرغ كول، من منصبها في منتصف أيار الماضي، احتجاجاً على دعم الإدارة الأمريكية لحرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة ضد قطاع غزة، منتقدة لجنة “أيباك” الشهيرة الداعمة لـ “إسرائيل”.
وقالت غرينبرغ كول، هي أول يهودية معينة بشكل خاص من قبل بايدن تستقيل رفضا للدعم الأمريكي لـ “إسرائيل”، في فيديو لها: إن “هذه المؤسسة تخدع اليهود وتعمل على إيقاع كل من يدعم غزة وإخراجه من الكونغرس”.
فما هي لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “أيباك”؟ وكيف تعمل على إسكات الأصوات الداعمة لفلسطين أو الرافضة لجرائم الاحتلال داخل الولايات المتحدة؟
تُمثل “أيباك” اللوبي الذي يستخدمه يهود الولايات المتحدة الأميركية في العاصمة واشنطن، من أجل توفير الدعم لـ “إسرائيل” بكافة أشكاله، وتأسست عام 1954، وتعتبر من أقوى جمعيات الضغط داخل الولايات المتحدة.
وبادر إلى تأسيس اللجنة يشعيا غيفن، عضو المجلس الصهيوني الأمريكي، إذ أنه قام عام 1951 بالتشاور مع بعض زعماء “إسرائيل” آنذاك أمثال: موشي شاريت، وآبا ايبن، وتيدي كوليك، بهدف السعي المباشر إلى تأسيس لوبي صهيوني أمريكي لزيادة الدعم المالي لـ “إسرائيل” التي كانت في بداية عهدها وتواجه صعوبات مالية خاصة في مطلع الخمسينيات جراء توافد المهاجرين اليهود إليها.
واتخذت اللجنة العام 1959 اسم اللجنة الإسرائيلية الأمريكية للشؤون العامة، وتم تسجيلها رسمياً بموجب قوانين جماعات الضغط الأميركية المحلية، بحسب تقرير للمركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “مدار”.
وتعمل اللجنة بشكل واضح بأسلوب الضغط على الإدارة الأمريكية والمؤسسات الأخرى من أجل توفير الدعم المالي لـ “إسرائيل”، وفي الوقت نفسه تسعى إلى تعميق التحالف الأمريكي الإسرائيلي ومنع حصول تقارب أو تحالف بين الإدارة الأميركية وإحدى الدول العربية أو مجموعة من الدول العربية، في حالة وجود ضرر لـ “إسرائيل” من جراء هذا التحالف.
وتؤكد هذه اللجنة أن وجود “إسرائيل” في منطقة الشرق الأوسط الإستراتيجية مهم جدا لحماية المصالح الأمريكية الحيوية، وللمساهمة الفعالة في التصدي للنفوذ السوفييتي (قبل انهياره) .
وتروج اللجنة فكرة أن “إسرائيل” تعمل لمنع أخطار من الممكن أن تحصل في هذه المنطقة المهمة في خارطة الإستراتيجية الإمريكية، وتؤكد أن “إسرائيل” تسير وِفق النظام الديمقراطي وهذا يتوافق مع المصالح الأمريكية العالمية.
وتعمل اللجنة إلى الضغط على الكونغرس الأمريكي لمنع إصدار أي تشريع جديد قد يؤذي “إسرائيل” أو يؤثر على العلاقات المشركة، وتضغط من أجل نيل المزيد من الدعم المالي بواسطة تعميق العلاقات الاقتصادية، بهدف زيادة الدعم بواسطة الهبات والقروض.
ومن الناحية العملية فإن اللجنة تقوم بتزويد كل عضو من أعضاء الكونغرس بوثائق وبيانات حول كيفية التصويت في أثناء عرض اقتراح أو مشروع معين له علاقة بـ “إسرائيل”، ويعمل أعضاء “أيباك” في الضغط على أعضاء الكونغرس بواسطة اللجوء إلى الزيارات الخاصة ودعوتهم إلى لقاءات واحتفالات وموائد وما أشبه ذلك من أساليب التقرب والاستمالة.
ولا تكتفي اللجنة بهذه الأساليب بل إنها تتقرب أكثر إلى رؤساء اللجان العاملة داخل الكونغرس في سبيل ترتيب وتنظيم عمليات الاقتراع على قرارات ومشاريع قوانين لها علاقة بـ “إسرائيل”.
ولا يتوقف نشاط هذه اللجنة في نيل التصويت الملائم لأهدافها، بل إنه وعلى الفور بعد تحقيق ما تريده من أعضاء الكونغرس تقوم بتكريمهم والكتابة عنهم في بياناتها ونشراتها المختلفة.
وبهذا تعد منظمة “أيباك” من أقوى اللوبيات في الولايات المتحدة بالفعل، وهي واحدة من أهم الجماعات التي تؤيد الاحتلال الإسرائيلي، وهي تفتخر بالحفاظ على أمن الاحتلال وبقائه من القوى الكبيرة في المنطقة من خلال الضغوطات التي تمارسها، ويجدر الذكر بأن عدد أعضائها يصل إلى 100 ألف عضو تقريباً.