داما بوست – مارينا منصور| “أقلع عن التدخين لكن التدخين لم يقلع عنه”.. هذا ما حدث مع أحد المدخنين الشرهين، الذي لا يترك “السيجارة” من يده، فعند بدئه بالأولى تليها الثانية والثالثة وهكذا دواليك، إلى أن اتخذ قراراً بإيقافها، وأوقفها في عمر الخمسين لتوخي أضرارها، لكن المفاجأة كانت عندما خيّم عليه شبح الموت بعد عشرين عاماً، والسبب سرطان رئة، نتيجة تراكم السموم في رئتيه وتفاقم حالته.
ما سر الإدمان؟
يرتبط إدمان التدخين بمادة “النيكوتين” الموجودة داخل “السيجارة”، وهي مادة تحفز مستقبلات الأسيتيل كولين النيكوتينية الموجودة في الخلايا العصبية لتفرز مجموعة مواد منها الدوبامين، وهو الذي يعطي شعور المكافأة، فيشعر المدمن بالنشوة وتتحسن حالته النفسية نتيجة إحساسه بأن الضغوط قد خفّت.
وإن ارتفاع نسبة الدوبامين أكثر من اللازم يجعل الدماغ يقلل من حساسية المستقبلات النيكوتينية كمحاولة لتخفيض هذه النسبة وللعودة إلى التوازن، ما يؤدي لاحتياج المدخن إلى كمية أكبر من السجائر لإفراز كمية أعلى من الدوبامين والوصول للنشوة، وهنا يتم تعطيل مستقبلات النيكوتين مرة أخرى للوصول إلى التوازن مجدداً، فيحتاج المدخن إلى المزيد من السجائر وهكذا يدور في حلقة مفرغة لا خروج منها، تبدأ بسيجارة للمتعة وتنتهي بالإدمان.
عند انقطاع المدمن عن التدخين تبدأ أعراض انسحاب النيكوتين بالظهور، وهي:
- رغبة شديدة بالحصول على النيكوتين
- الجوع وزيادة الوزن
- اضطرابات النوم
- تقلبات مزاجية
- إمساك
مفاجآت صادمة بعد إقلاعك عن التدخين!
في دراسة تحليلية أجريت على 8700 شخص على مدى 50 عاماً، تخص تعافي القلوب بصفة نهائية والتخلص من آثار التدخين على صحة المدخن، كشفت التقارير أن المدخن يحتاج لعقد “عشر سنوات” ليتعافى قلبه وجسمه من آثار التدخين السلبية، وكشفت مديرة الدراسة أن القلب والأوعية الدموية هم الأسرع بالتعافي من أضرار التدخين.
فعند إيقافك للتدخين يحدث لجسمك التالي:
- يعود ضغط الدم لوضعه الطبيعي بعد 20 دقيقة
- يتراجع معدل أحادي أكسيد الكربون في الدم بعد ثماني ساعات
- يتراجع خطر التعرّض لسكتة قلبية بعد 24 ساعة
- تعود حاسة الشم والتذوق إلى طبيعتها بعد يومين من آخر سيجارة
- يتحسن استنشاق الهواء بعد أسبوعين
- تصبح المناعة أقوى بعد 8 أشهر
- يتراجع خطر الإصابة بجلطة دماغة بنسبة 50% بعد 5 سنوات
- يتراجع احتمال الإصابة بسرطان الرئة والكلية والمريء بمقدار النصف بعد 10 سنوات
وبحسب باحثين في الجامعة الأمريكية لأبحاث السرطان، يتخلص الجسم بشكل تام من آثار التدخين بعد 15 عاماً من تركه، ويعود لطبيعته وكانه لم يدخن أبداً.