أكد خبير السلامة والوقاية من الحوادث والحرائق، محمد الكسم، أن نفق المواساة والذي يتجاوز طوله 500 متراً يفتقد لأي معدات للوقاية ومكافحة الحرائق الخطرة التي تحصل عادةً في الأنفاق الطويلة.
وبحسب تلفزيون الخبر، كشف الخبير عن احتياج النفق لعلب إطفاء تتضمن خراطيم 1 إنش مطاطية حصراً، من تلك المخصصة لمكافحة الحرائق، كون هذا النوع سهل الاستخدام من قبل الجميع، وليس مثل الخراطيم القماشية التي لا يمكن التعامل معها إلّا من قبل رجال الإطفاء المدربين”.
ولفت الكسم إلى حاجة النفق لتمديدات معدنية مخصصة للإطفاء، بقطر لا يقل عن 3 إنش، تغذّى من خط ماء دائم الجريان، أو من خزان ماء علوي سعته لا تقل عن 50 متراً مكعباً، يتم تركيبه بأعلى تلّة أو بناء مجاور على ارتفاع لا يقل عن 50 متراً، عن سوية علب الإطفاء، ليعطي ضغط يتجاوز 5 بار، صالح لعمليات الإطفاء.
وأشار الخبير إلى أنه بهذه الطريقة يمكن لمستخدمي الطريق التعامل الفوري والناجح مع أي حريق مدمر ينتج أثناء أي اصطدام يحصل بالأنفاق الطويلة، ويحوّلها لفرن خطير يصعب الدخول والخروج منه خلال دقائق معدودة.
وأردف الكسم: “في المشروع الجديد نشاهد ولأول مرة أعمدة مقوّسة وقصيرة جداً، نحو 7 أمتار، ليست كاملة أو جيدة ولا نظامية، كالأعمدة المركبة في أوتوستراد كفرسوسة، مشيراً إلى أن الأعمدة المقوّسة القصيرة في مشروع المواساة، تنتهي بأجهزة إنارة مركبة بشكلٍ أفقي خاطئ، يُعطي إنارة أفقية تنتشر بشكلٍ خاطئ، تبهر وتزعج رؤية السائقين والمشاة على حد سواء”.
وأضاف: “أن آلية التركيب المعتمدة تشتت الضوء لمسافات أفقية بعيدة، ويذهب نحو 50% منها هباء منثوراً، ونخسرها، بدلاً من التوجية العامودي الذي يُنير الطريق بدون تبعثر الضوء نحو الأماكن البعيدة.
وتحدث الكسم عن خطوة ذكية تم تنفيذها في النفق وهي ربط الإنارة الداخلية والخارجية بخط كهرباء معفى من التقنين، مشيراً إلى ضرورة الاقتداء بها لجميع الطرق والساحات والأنفاق الرئيسة في دمشق.
غياب مواقف الطوارئ
ولفت الكسم إلى افتقاد النفق لمواقف الطوارئ المخصصة للمركبات المعطلة (مثل الموجودة بنفق العباسيين)، وهي مسافة إضافية إلى يمين الطريق بطول 15 متراً، تتسع لوقوف حافلة أو سيارتين معطلتين، تهدف لتأمين انسيابية الحركة والوقاية من الاصطدامات المتلاحقة مع المركبات المعطلة، مشيراً إلى أن هذا الأمر معروف دولياً بالأنفاق.
ونوّه خبير السلامة إلى أن أفضل منصف بين مسلكي أي طريق، هو المشكّل من حواجز أمان نيوجرسي، ويجب أن تكون متصلة 100% بدون أي فراغ بينها، ومهمتها إعادة أي مركبة منحرفة للطريق وتخفيف سرعتها ومنع انقلابها للمسلك المعاكس.
وأعرب الكسم عن أسفه من وجود فراغات بين الكتل الإسمنتية في المشروع الجديد، واصفاً إياها بالخطأ؛ إذ يسبب الاصطدام بالكتل المتفرقة ذات الفراغات انحشار المركبة المنحرفة وتضررها وتلفها الشديد بمن فيها من ركاب.
كما طالب خبير السلامة بجعل الحاجز المنصف متصلاً 100% بلا فواصل، ومثبتاً بالأرض بشكلٍ متين، وليس موضوعاً بشكلٍ عادي متفرق، والذي سيحتاج لصيانته فور كل اصطدام.
وشدد الكسم على حاجة النفق لتركيب كاميرات تسجيل ومراقبة مرورية ثابتة ودائمة، ورادارات مراقبة سرعة وتحديد سرعة قصوى هي 50 كيلومتراً/الساعة بداخله، إضافةً إلى تركيب إشارات ضوئية خضراء وحمراء عند مدخل النفق، بحيث يحوّلها شرطي السير الذي يناوب بالمكان إلى الأحمر، ليغلق النفق، بمجرد حصول أي حادث داخله، لتفادي حصول اصطدامات متلاحقة، لحين إخلاء الحادث الأول.
وأضاف: “لا يوجد درج أو مخارج نجاة وسط نفق المواساة، لاستعمالها للخروج السريع والأمن في حالات الحرائق أو الفيضانات المائية، ويمكن تركيبها الآن على كلا المسلكين بشكلٍ متين، عبر تركيب درجات سلّم معدني يوصل للخارج”.
كما كشف الكسم عن وجود بعض حفر التفتيش العميقة والمؤذية جداً، والتي تحتاج إلى الصيانة وتسويتها بمستوى الإسفلت تماماً، ومنها واحدة كبيرة على التفرع الخارج من ساحة المواساة باتجاة أوتستراد المزة – مقابل محلات تصليح الإطارات”، مبيناً أن تكاليف متطلبات السلامة التي ذكرها ولم يذكرها لا تتجاوز 1% من تكلفة أي مشروع.
تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر