داما بوست – خاص
دخلت وزارة الاقتصاد على خط معاناة السوريين في فصل الشتاء بتعميم جديد قد يساعد في إنهاء معاناتهم مع البرد، إذ عممت الأخيرة إلى مديرياتها في دمشق والمحافظات بتوصية اللجنة الاقتصادية القاضية السماح باستيراد مادة أحطاب التدفئة منزوعة القلف ولجميع المستوردين استثناءً من أحكام التجارة الخارجية لجهة وقف الاستيراد.
ويقضي التعميم الذي اطلعت “داما بوست” على نسخة منه، بضرورة أن تكون أحطاباً للتدفئة جافة منزوعة القلف (القشرة الخارجية) مقطعة بأطوال لا تتجاوز 50 سم (ضمناً) على ألا تكون ذات مقطع دائري مكتمل أو مربع، وكانت وزارة الزراعة قد اقترحت السماح باستيراد كمية 10 آلاف طن من أحطاب التدفئة الجافة منزوعة القلف شريطة التأكد من خلوها من الآفات الحجرية.
وبشكل عام تعتمد الكثير من الأسر السورية على الأحطاب للتدفئة في ظل ندرة الموارد وقلة المحروقات والغاز والتقنين الكهربائي الذي وصل لنحو 6 ساعات قطع في أغلب المحافظات السورية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الحطب ليصل إلى نحو 3500 ليرة سورية للكيلو الواحد.
وفي السياق أوضح الخبير التنموي أكرم عفيف لداما بوست أن القرار بالمجمل إيجابي لكنه لا يكفي إذ كان يجب أن يتم فتح سقف الاستيراد، بما يسهم في تخفيض أسعار الحطب أكثر بحيث تصبح بمتناول الجميع سيما وأن نص القرار لا يؤثر على الخزينة أو مواردها، سيما وأن الاستيراد مسموح للتجار الراغبين بالاستيراد.
وقال عفيف: “إن هذا القرار جاء متأخراً وكان من الواجب إصداره قبل 6 أعوام من الآن للحفاظ على الغابات التي تضررت كثيراً بفعل التحطيب”.
وفي الختام، أشار عفيف إلى أن الإدارة الفاشلة للموارد أوصلت البلاد إلى هذا الحد من القلة في الموارد، لافتاً إلى وجود بديل للأحطاب المستخدمة للتدفئة وهو بواقي المحاصيل الزراعية التي يمكن تجميعها وقولبتها في قوالب تشبه البيليت المستخدم للتدفئة وتعطي نفس كفائته في الاحتراق.
ولغت الخبير التنموي إلى أن هذه المشاريع وآلاتها قائمة وموجودة في سورية لكنها في حاجة للدعم فقط، مبيناً أنه وفقاً لهذا المشروع فتبلغ كلفة القطعة الواحدة من البواقي الزراعية المستخدمة للتدفئة 100 ليرة سورية فقط.
يذكر أن المنخفض الذي تمر به البلاد هو الأبرد حتى اللحظة وفقاً لتقديرات الجمعية الفلكية السورية الأمر الذي زاد من أسعار الأحطاب والمازوت المنتشر في السوق السوداء.