“أسباب تقنية” تؤجل زيارة مظلوم عبدي لدمشق.. هل ينهار اتفاق “10 آذار” في ساعاته الأخيرة؟
أعلن المركز الإعلامي التابع لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، اليوم الاثنين، عن تأجيل الزيارة الرسمية التي كان من المقرر أن يجريها قائدها مظلوم عبدي إلى العاصمة السورية دمشق، عازياً السبب إلى “أسباب تقنية ولوجستية”.
يأتي هذا التأجيل في توقيت شديد الحساسية، حيث لا يفصلنا سوى 48 ساعة عن نهاية العام الحالي،
وهو الموعد المفترض لانتهاء المهلة الزمنية لـ “اتفاق 10 آذار” التاريخي، وسط حالة من الترقب حول مصير التفاهمات بين دمشق وشمال شرق سوريا.
اتفاق 10 آذار.. حبر على ورق؟
نص الاتفاق الموقع بين رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع ومظلوم عبدي في مارس الماضي،على خارطة طريق لإعادة مؤسسات الدولة ودمج القوى العسكرية والأمنية ضمن هيكلية الدولة السورية.
إلا أن المعطيات الميدانية والسياسية تؤكد أن بنود الاتفاق لم تجد طريقها للتنفيذ حتى اللحظة، وسط تبادل للاتهامات بين الطرفين حول “المسؤولية عن التباطؤ”.
أزمة المقترحات العسكرية: دمج أم استقلالية؟
تتمحور نقطة الخلاف الجوهرية حالياً حول “آلية الدمج العسكري”:
المقترح الحكومي: قدمت وزارة الدفاع السورية مقترحاً يقضي بالاندماج التدريجي لقوات قسد ضمن هيكلية الجيش السوري،
مع مراعاة بعض الخصوصيات التنظيمية، وهو المقترح الذي أحيط الجانب الأمريكي علماً به.
مقترح “قسد”: قوبل الطرح الحكومي بالرفض، حيث قدمت قسد في 22 ديسمبر الجاري مقترحاً بديلاً يطالب بتشكيل ثلاثة ألوية منفصلة (مكافحة الإرهاب، أمن الحدود، والمرأة).
وهو ما اعتبرته دمشق محاولة للإبقاء على كيان عسكري مستقل موازٍ للجيش الرسمي.
ضغوط “استحقاق نهاية العام”
تؤكد مصادر في وزارة الإعلام السورية أن أي لقاء مرتقب بين الطرفين يجب أن يرتكز على مناقشة “المقترح الحكومي” أولاً، باعتباره المنطلق الفعلي لتنفيذ اتفاق 10 آذار.
وفي ظل تأجيل زيارة عبدي تحت ذريعة “الأسباب التقنية”.
يبقى التساؤل مطروحاً: هل هذا التأجيل هو مناورة لمرة أخيرة قبل نهاية العام، أم إيذان بفشل المسار التفاوضي والعودة إلى المربع الأول؟
إقرأ أيضا: توتر أمني وإصابات خلال احتجاجات في الساحل السوري وحماة وحمص
اقرأ أيضاً:احتجاجات الساحل السوري: ماذا يريد العلويون من الحكومة الانتقالية؟