وداعاً B.B.. رحيل بريجيت باردو “هرم فرنسا” ورمز الثورة الأنثوية عن 91 عاماً

قبل يومين فقط من طي صفحة العام 2025، طوت فرنسا فصلاً أساسياً من تاريخها الحديث. رحلت “الجميلة المتمردة” بريجيت باردو عن عمر ناهز 91 عاماً، في عزلتها الاختيارية بسان تروبيه، تاركةً وراءها إرثاً سينمائيًا واجتماعيًا جعل منها يوماً “مصدراً للدخل القومي الفرنسي” باعتراف الجنرال ديغول.

وخلق الله “الأسطورة”

لم تكن باردو مجرد وجه سينمائي؛ فمنذ أن قدمها المخرج روجيه فاديم في فيلم “وخلق الله المرأة” عام 1956، تحولت تلك الصبية التي رقصت حافية القدمين في سان تروبيه إلى بركان من التغيير.

جسدت باردو “الثورة الجنسية” وتحرر المرأة في وقت كان المجتمع الفرنسي لا يزال يرزح تحت وطأة التقاليد المحافظة. كانت “B.B.” تعني للفرنسيين شيئاً واحداً: الحرية المطلقة.

من صخب الأضواء إلى صمت المزرعة

في عز مجدها وشهرتها العالمية، اتخذت باردو القرار الأصعب: اعتزال السينما. فضلت “أيقونة الإغراء” أن تكرس حياتها للدفاع عن “المخلوقات الضعيفة”.

تحولت من ملاحقة الكاميرات إلى ملاحقة رؤساء الدول والوزراء لوقف صيد الفقمة وذبح الأضاحي، ودخلت في معارك قانونية شرسة دفاعاً عن حقوق الحيوان.

لم تخلُ من تهم “العنصرية” والتطرف في آرائها السياسية، خاصة مع ارتباطها في خريف عمرها برمز اليمين المتطرف برنار دورمال.

مذكرات “بلا أقنعة”.. الزلزال الذي هزّ الأمومة

في عام 1996، أصدرت مذكراتها التي كانت أشبه بـ “تصفية حسابات” مع الجميع.

لم توفر زملائها؛ وصفت ألان ديلون بـ “النرجسي”، وكاترين دونوف بـ “الساذجة”.

لكن “الصدمة الكبرى” كانت اعترافها الصريح برفض غريزة الأمومة، واصفةً حملها بـ “الورم”، في جرأة لم يسبقها إليها أحد، مما كلفها ملاحقات قضائية من ابنها وزوجها السابق.

رحيل “الأنثى الحرة”

بوفاتها اليوم، تنضم باردو إلى قافلة العظماء الذين غادروا مؤخراً مثل ألان ديلون وشارل أزنافور، لكن رحيلها يحمل ثقلاً مختلفاً؛ فهي المرأة التي “سرّعت” تطور المجتمع الفرنسي.

رحلت البرجوازية الباريسية التي عاشت كما تشاء: أحبت من تشاء، وتطلقت حين خبت الشعلة، وقالت رأيها بصوت عالٍ حتى الرمق الأخير.

بريجيت باردو في أرقام:

  • الميلاد: 1934، باريس.

  • الوفاة: 29 ديسمبر 2025، سان تروبيه.

  • أشهر الأفلام: “وخلق الله المرأة” (1956)، “الحقيقة” (1960)، “الاحتقار” (1963).

  • اللقب: B.B.

إقرأ أيضاً: رحيل حكواتي الشام.. الدراما السورية تودع السيناريست أحمد حامد

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.