دمشق ترفض استقبال اللاجئين المرحّلين قسراً من السويد وتطالب بدعم مالي للتعافي

كشف مصدر سوري رفيع عن رفض دمشق القاطع استقبال اللاجئين السوريين الذين تعتزم دول أوروبية، على رأسها السويد، ترحيلهم قسراً بعد رفض طلبات لجوئهم. ويأتي هذا الرفض في ظل ضغوط متزايدة من حكومة ستوكهولم لإعادة السوريين المرفوضة طلباتهم.

اجتماع السفراء يقابل بالرفض السوري

وفقاً للمصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لموقع “الكومبس” فقد اجتمع سفراء كل من السويد وفنلندا والدنمارك الأسبوع الماضي مع مسؤولي إدارة أوروبا في وزارة الخارجية السورية لمناقشة ملف إعادة اللاجئين السوريين.

إلا أن الرد السوري كان واضحاً: “الخارجية السورية رفضت استقبال المرحّلين قسراً قبل أن تتعافى البلاد بالكامل.”

بينما لم يصدر أي تأكيد أو نفي رسمي لهذا الاجتماع أو لنتائجه من وزارتي الخارجية السورية أو السويدية، علّقت المسؤولة في الخدمة الصحفية بالخارجية السويدية، “إليسا أغنيفال”، على سؤال حول هذا الموضوع بالقول إن سفارة السويد في دمشق تجري “حواراً منتظماً” مع أطراف مختلفة في سوريا، بما في ذلك ممثلي الحكم الانتقالي ومنظمات ومجموعات المجتمع المدني.

سوريا تشترط الدعم المالي قبل نقاش العودة

المصدر ذاته أوضح أن الحكومة السورية أبلغت الجانب الأوروبي بأسباب رفضها لاستقبال المرحّلين قسراً، مشيرة إلى ضعف البنية التحتية، ونقص المساكن، وغياب فرص العمل، والتدهور الكبير في الوضع الاقتصادي العام في البلاد.

وطلبت الخارجية السورية من السويد والدول الأوروبية تقديم دعم مادي لمساعدة البلاد على التعافي قبل مناقشة أي ترتيبات لعودة اللاجئين.

تصريحات سويدية متشددة تزيد الضغط

يتزامن الرفض السوري مع تصريحات متكررة لوزير الهجرة السويدي، يوهان فورشيل، الذي أكد عزم بلاده تكثيف الجهود لإعادة السوريين المرفوضة طلبات لجوئهم، سواء طوعاً أو قسراً.

وأشار فورشيل إلى أن التركيز ينصبّ بشكل أساسي على السوريين الذين قدموا إلى السويد خلال السنوات العشر الأخيرة.

كما أعلن الوزير عن خطة لترحيل الأجانب المدانين بجرائم، حتى لو كانت المخالفات بسيطة، مؤكداً أن أي شخص غير سويدي يصدر بحقه حكم بالسجن ولو ليوم واحد سيتم ترحيله.

وحمّل فورشيل المفوضية الأوروبية مسؤولية التحرك لإعادة اللاجئين إلى دول مثل سوريا وأفغانستان.

حقائق وأرقام: اللاجئون السوريون في السويد وأوروبا

  • 250 ألف شخص من أصول سورية يعيشون في السويد حالياً.
  • 20 ألف شخص يُقدر أنهم مقيمون في السويد دون الحصول على الجنسية، وتستهدفهم خطط الترحيل السويدية.
  • 800 ألف شخص هو العدد المقدر للسوريين في دول الاتحاد الأوروبي.

السوريون في السويد بين العودة والتردد

أظهر استطلاع للرأي أجراه “الكومبس” في يناير الماضي أن 46% من السوريين في السويد لا يفكرون بالعودة إلى سوريا، حتى بعد التغييرات التي شهدتها البلاد. بينما قال 26% من المشاركين إنهم يخططون للعودة “حين تستقر الأوضاع بشكل أكبر”، وأعرب 9% عن رغبتهم في العودة لكنهم أشاروا إلى عوائق قانونية واقتصادية تمنعهم من ذلك.

هذا الرفض السوري المعلن يضع عقبة رئيسية أمام خطط الترحيل الأوروبية، ويزيد من تعقيد أوضاع آلاف السوريين الذين يواجهون مستقبلاً غامضاً في أوروبا.

 

اقرأ أيضاً:مجلة أميركية: عودة اللاجئين السوريين تتطلب شروطا أساسية

اقرأ أيضاً:هيومن رايتس ووتش تدعو الحكومة اللبنانية لإلغاء قيود التعليم عن أطفال اللاجئين السوريين

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.