تعيين “أبو أنس” يثير غضب سكان مساكن الزهريات في دمشق

تعيش منطقة مساكن الزهريات في العاصمة السورية دمشق على وقع توترٍ أمني واستياءٍ شعبي متزايد، بعد قرار تعيين قائد مجموعة مسلّحة رديفة للجيش السوري يُعرف باسم “أبو أنس” مسؤولاً عن إدارة الحواجز الأمنية في المنطقة، وهو ذاته الذي قاد الهجوم الأخير على المساكن الأسبوع الماضي، ما أثار موجة غضبٍ ومخاوف واسعة بين الأهالي من تكرار الانتهاكات وعودة مشاهد التهجير القسري.

غضب شعبي وتهديدات علنية

وبحسب تقرير صادر عن “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن سكان المساكن تقدّموا بعدة شكاوى إلى محافظة دمشق ووزارة الداخلية، احتجاجاً على ما وصفوه بـ“تقصير الجهات المعنية” في حماية المدنيين، خصوصاً بعد سلسلة من الاقتحامات والمضايقات الأمنية التي شهدتها المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة.

مصادر محلية أكدت أن “أبو أنس”، بعد تسلّمه إدارة الحواجز، وجّه تهديدات مباشرة للأهالي قائلاً: “في المرة القادمة لن تتمكنوا حتى من أخذ ملابسكم… وقريباً ستشاهدون ما أعنيه”.

تصريحات اعتبرها الأهالي إنذاراً صريحاً بتجدد عمليات التضييق أو التهجير، في وقتٍ يعيش فيه السكان حالة من القلق والترقّب وسط غياب أي تطمين رسمي.

خلفية الهجوم الأخير

في 26 تشرين الأول الجاري، شهدت مساكن الزهريات اقتحاماً واسعاً نفّذه فصيل مسلح تابع للقوات الرديفة للجيش السوري، بقيادة “أبو أنس” وبمشاركة “أبو حذيفة” المسؤول الأمني، وبدعم غير معلن من “أبو النور”.
العملية تمت بواسطة ثلاث سيارات دفع رباعي تقل عشرات العناصر المدججين بالسلاح الكامل، في حادثة هي الثانية خلال الشهر ذاته.

شهود عيان رووا أن العناصر اقتحموا المنازل بعنفٍ مفرط، ووجّهوا إهانات لفظية ذات طابع طائفي، واستجوبوا السكان حول انتماءاتهم، وسط حالة رعب بين الأطفال والنساء. كما تم تصوير عمليات التفتيش داخل المنازل، في ما اعتبره الأهالي انتهاكاً صارخاً لخصوصيتهم وكرامتهم الإنسانية.

انتهاكات موثقة

ووفق شهادات الأهالي التي نقلها “المرصد”، فقد أقدم عناصر الفصيل على خلع أبواب المنازل المغلقة ومنح السكان مهلة قصيرة حتى صباح اليوم التالي لإخلائها، مهددين باستخدام القوة ضد من يرفض المغادرة.
إحدى العائلات أكدت أن العناصر صادروا سبعة هواتف محمولة – معظمها تعود لنساء – وأجبروا أصحابها على فتح الأقفال السرّية، دون أن تُعاد حتى الآن.

كما أفاد شهود بأن عدداً من الشبان تعرّضوا للضرب بأخمص السلاح، ما استدعى نقل بعضهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، في ظل غياب كامل لأي تدخل من الجهات الرسمية.

مخاوف من تهجير جديد

يرى ناشطون أن تعيين “أبو أنس” في موقع أمني حساس يأتي ضمن محاولات متكرّرة لإعادة فرض السيطرة على المنطقة وإجبار سكانها على الرحيل، في استمرارٍ لنهج التهجير القسري الذي شهدته أحياء أخرى في العاصمة خلال السنوات الماضية.

الأهالي بدورهم عبّروا عن فقدان الثقة بالجهات الرسمية التي لم تستجب لنداءاتهم المتكررة، مطالبين بتدخل مباشر من الحكومة الانتقالية لضمان أمنهم ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.

ومع استمرار التوتر في مساكن الزهريات، يبقى مصير سكانها معلّقاً بين تهديدات المسؤول الجديد وصمت الجهات الرسمية، وسط مخاوف حقيقية من أن تتحول المنطقة إلى بؤرة جديدة لعمليات التهجير والعقاب الجماعي في العاصمة.

اقرأ أيضاً:طلاب من الجزيرة السورية يحتجون في دمشق مطالبين بـ“التوطين الجامعي”

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.