مع شح المحروقات وارتفاع أسعارها بالسوق السوداء.. ما هي بدائل التدفئة بحمص؟
خفض كميات المازوت من 200 ليتر لـ 50 لتر فقط، زاد من صعوبات الشتاء، وبات من الضروري الأخذ بعين الاعتبار البحث عن وسائل بديلة، وصلت حد العودة لاستعمال مخلفات الورق والكرتون
داما بوست-عمار ابراهيم| دفع تقليص مخصصات مازوت التدفئة المدعوم واقتصارها على 50 لتراً معظم السوريين في حمص وغيرها من المحافظات للبحث عن بدائل أخرى، باتت بدورها صعبة المنال، وسط استعدادات لاستقبال فصل الشتاء بطرق خاصة، أكثر اعتماداً على وسائل محلية متوفرة في البيئة المحيطة بهم.
ولجأ البعض لخطط بديلة تخلو من الحطب لارتفاع أسعاره أيضاً، بحسب “أبو محمد”، الذي أكد عجزه عن شراء المازوت والحطب، فالراتب لا يكفي أجرة المنزل والطعام والتنقل، ما دفع الكثيرين مثله لفرش منزله بالبطانيات واعتماده عليها في التدفئة.
وأضاف أبو محمد، بأن خفض كميات المازوت من 200 ليتر لـ 50 لتر فقط، زاد من صعوبات الشتاء، وبات من الضروري الأخذ بعين الاعتبار البحث عن وسائل بديلة، وصلت حد العودة لاستعمال مخلفات الورق والكرتون.
من جهته، بين أبو يحيى (حداد) في مدينة حمص خلال حديثه لشبكة “داما بوست” بأن “معظم الأهالي قاموا بتحويل مدفأة المازوت لمدافئ حرق الأخشاب والثياب والأحذية والورق وكل ما يتوفر عندهم في سبيل الحصول على بعض الدفء”.
اقرأ أيضاً: ما سبب تأخير توزيع مازوت التدفئة على المواطنيين في حمص؟
ويعد البلاستيك أسوأ أنواع التدفئة البدائية الضارة، بالإضافة إلى كل ما يمكن إدراجه ضمن مخلفات القمامة، من أكياس وكرتون وعبوات مياه، حيث تنبعث جراء حرق البلاستيك بعض الأبخرة والمواد الكيميائية المسببة لبعض أنواع السرطان، بحسب الدكتور بشار الحسن.
وأضاف الدكتور “الحسن” خلال حديثه لشبكة “داما بوست” أن “الدخان الناجم عن حرق تلك المواد عبارة عن سم قاتل يضر بالجهاز التنفسي، لاسيما عند الأطفال وكبار السن”.
وأضاف الطبيب: “يؤدي دخول الجزيئات البلاستيكية إلى مجرى التنفس لاحقاً إلى خلل في العملية الحيوية للرئة و دخول الأوكسجين بالشكل الكافي”.
أما غدير السلوم (متقاعد)، فقد أكد أنه سيعود لاستخدام الحلول التراثية ومنها الجلة المصنعة من روث الحيوانات كونها متوفرة في بلدة تلكلخ التي يعيش فيها، وذلك على الرغم من مضارها الكبيرة على الصحة، لكنه “ما باليد حيلة”، حسب تعبيره.
في حين عاد السوريون في أرياف المحافظات لاستخدام مخلفات الزيتون في التدفئة والتي تعرف بعدة أسماء، منها الجفت، التفل، والتمز، وهو بقايا حب الزيتون بعد عصره، إذ يتم تجفيفه تحت الشمس على شكل أسطوانات.
اقرأ أيضاً: محافظة ريف دمشق تبدأ بتوزيع مازوت التدفئة
كما انتشرت في السنوات القليلة الماضية أنواع جديدة من المدافئ وهي تلك العاملة على مادة السبيرتو أو الكحول، رغم بدائية تصميمها وخطورة استعمالها.
ويقول أحد أصحاب محال بيع المدافئ في حي كرم اللوز بمدينة حمص، إن: “مخاطر هذه الصوبيا كبيرة جداً لسرعة اشتعال الكحول وسهولة امتداده إلى البرادي والاقمشة والسجاد، ناهيك عن رائحة حرقه الحادة”.
يذكر أن التدفئة على الكهرباء باتت من المنسيات بالنسبة للسوريين كافة بطبيعة الحال، مع وصول ساعات القطع إلى 20 ساعة في اليوم الواحد، وبالتالي خروج هذا الحل من دائرة البدائل أوتوماتيكيا .
أما الحطب فمصيبة أخرى، مع وصول سعر الكيلو الواحد إلى 3500 ليرة، وسعر الطن إلى ما يقارب 3 ملايين ليرة، وسط توقعات بارتفاع الأسعار مع دخول المنخفضات بشكل أكثر فعالية خلال الفترة القادمة.