“فورين بوليسي” تحذر… هذا ما سيحصل إذا غزا الاحتلال غزة براً

لفتت مجلّة “فورين بوليسي” الأميركية، إلى التحديات والمعوقات التي سيواجهها الكيان الإسرائيلي، في حال تحول من نهج الهجوم الجوي، إلى نهج الهجوم البري على قطاع غزة.

طبيعة غزة المعمارية:

وبينت المجلة أن التحدي الأول، ينطوي على طبيعة القتال ذاتها، مايتسبب في مخاطر على قوات الاحتلال الإسرائيلي، على حد قول لافتة إلى أن غزة مكتظة بالسكان، ولديها مباني مكتظة وشوارع ضيقة، وأن ذلك سيحييد العديد من مزايا الكيان، في الاعمال القتالية.

وتابعت المجلة أن طبيعة غزة المعمارية، ستجبر الكيان الإسرائيلي على تفكيك قواته، مؤكدة أن ذلك سيحولها إلى عرضة لاستهدافات المقاومة الفلسطينية، سيما مع وجود الأنقاض التي خلّفها القصف الإسرائيلي، والتي ستوفر تغطية أمام المقاتلين الفلسطينيين ضد قوات الإحتلال، لإقامة مواقع للقناصة وزرع أفخاخ متفجرة

ووصفت “فورين بوليسي” القتال في الأنفاق بـ “الكابوس”، معتبرة أن المقاومين الفلسطينيين سيستغلونها، لنصب الكمائن وأسر المزيد من الرهائن، زاعمة أنها ستساعد على حماية قادة المقاومة الفلسطينية التي يسعى الكيان الإسرائيلي إلى قتلهم.

وأعادت “فورين بوليسي” التذكير بما حصل بالقوات الامريكية في منطقة الفلوجة في العراق حينما وجدت صعوبة في عملياتها القتالية ضمن المناطق الحضرية هناك، مرجحة أن تكون غزة أصعب من الفلوجة على الكيان.

أبعاد استراتيجية:

وعن التحدي والمعوق الثاني، نوهت مجلّة “فورين بوليسي”، أنه متعلق بأهداف استراتيجية أوسع، قائلة: إن على قادة “إسرائيل” أن يهتموا بالرأي العام الدولي، وخاصة الأميركي، رغم أن مصالحهم، تستدعي تهدئة الرأي العام المصدوم والغاضب، وبالتالي الحد من العمليات العسكرية.

واعتبرت أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته، احتضنا الكيان الإسرائيلي علناً، لكنهم يحثون سراً على ضبط النفس، في إشارة إلى مخاوفهم من امتداد الحرب إلى معظم أنحاء الشرق الأوسط.

وأكدت المجلة أنّ الأمر بدأ، مبينة أن المقاومة الوطنية اللبنانية هدّدت بالانضمام إلى المعركة وكثفت هجماتها ضد كيان الاحتلال من لبنان، فيما أطلقت صواريخ من اليمن، وتكاثرت الهجمات على القواعد الأميركية غير الشرعية في الشرق الأوسط، فضلاً عن تزايد الاضطرابات في الضفة الغربية.

وحذرت “فورين بوليسي” من اتساع رقعة الحرب إلى تدخل جماعات مدعومة من إيران فيها، ما يشكل تهديداً خطيراً لـ “إسرائيل”، ويضر بالمصالح الأميركية، معتبرة أن كل ذلك من شأنه أن يزيد من الضغوط الأميركية على الكيان للحد من عملياته.

الداخل الإسرائيلي:

سخن الغضب في الداخل الإسرائيلي، وعلت مطالب تدمير المقاومة الفلسطينية، وفقاً للمجلة التي رأت أنه ورغم ذلك، يدرك قادة الاحتلال المخاطر المحفوفة بالعملية البرية ونتائجها العكسية، سيما مع بديهية وقوع المزيد من القتلى الإسرائيليين، ما يجبرهم على التحرك بحذر.

واستنتجت المجلة أن الأمر سيقتصر على بعض العمليات البرية، بعيداً عن الغزو الشامل والاحتلال طويل الأمد، وفقاً لرأيها.