الأنفاق في غزة.. كابوس الاحتلال ومقبرة جنوده وضباطه والروبوتات
داما بوست | غزة
يسعى الكيان الإسرائيلي إلى تدمير شبكة الأنفاق المعقدة في غزة، عبر قصفها بالصواريخ الارتجاجية، بوصفها الاحتياطي الاستراتيجي لعمليات المقاومة الفلسطينية، وحركتها الميدانية واللوجستية، وخطها الدفاعي غير المرئي، في وجه أي توغل بري واسع.
ويعود تاريخ استخدام الأنفاق في غزة، إلى أواخر تسعينيات القرن الماضي، كقاعدة للعمليات العسكرية، ومخزناً للأسلحة، ومقراً للسكن والتخفي وإخفاء الأسرى، وفقاً للقيادات العسكرية الإسرائيلية.
وتحولت الأنفاق في أوائل القرن الحادي والعشرين، إلى شريان حياة لأهالي غزة، وقناة لتهريب البضائع والأسلحة، بعد الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على القطاع، والذي اشتدّ عقب عملية “طوفان الأقصى”.
وبعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، تحولت طبيعة الأنفاق وفقاً لمؤلفة كتاب “الحرب تحت الأرض”، دافني ريتشموند باراك، وباتت تشكل تهديداً كبيراً على “إسرائيل”، ما جعلها توليها اهتماماً كبيراً.
وأكدت على ذلك عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، عام 2006، ونقله عبر الأنفاق إلى غزة، إضافة إلى اكتشاف الاحتلال لنفق يمتد من غزة إلى “إسرائيل”، بطول 1.5 ميل، وعمق 66 قدماً تحت الأرض، وبكلفة إنشاء تقديرية بلغت نحو 10 ملايين دولار، تطلّبت 800 طن من الخرسانة المسلحة.
ومع مرور الأعوام بنت المقاومة الفلسطينية، مدينة تحت الأرض في غزة بحسب باراك، رغم القيود الإسرائيلية الصارمة على إدخال مواد البناء إلى القطاع.
ويقدر الخبراء الصهاينة، مع عدم وجود أرقام دقيقة، بأن المقاومة الفلسطينية يمكنها السيطرة، على نحو 300 ميل من الأنفاق أي نحو 482 كيلومتراً.
وتتصور الاستخبارات الصهيونية، أنفاق المقاومة الفلسطينية على أنها بعمق 150 قدماً، وتتخذ شكلاً متعرجاً من أجل تجنب اكتشافها، كما أنها مزودة بالكهرباء، يضاف إليها أن الدراجات النارية تسير داخلها، وكذلك عربات نقل الأسلحة، استناداً للرواية الإسرائيلية.
وبحسب خبراء أمريكيون، فإنّ نوعية التربة في غزة يسهل الحفر فيها، مقارنة بالصخور الصلبة عند طول الحدود الفلسطينية مع لبنان.
وبعد إطلاق سراح أسيرتان إسرائيليتان، خلال الأحداث الحالية، زادت الأنفاق من مخاوف “إسرائيل” وحلفائها سيما واشنطن، حول جهودهم في استرجاع الأسرى، معتقدين أنه من المستحيل اختراقها أو رسم خريطة لها، سيما أن أنظمة الملاحة والاتصالات، لا تعمل تحت الأرض دائماً، وكذلك أجهزة الرؤية الليلية التي تتطلب بعض الإضاءة المحيطة.
وبالتالي فإن إرسال جنود إسرائيليين إلى الأنفاق سيكون محفوفاً بالمخاطر، وعليه طورت واشنطن و”إسرائيل” وسائل لقياس الموجات المغناطيسية والحرارية والصوتية للمنشآت تحت الأرض، كما قام البنتاغون بتمويل تقنيات، مثل الثعابين الآلية، والديدان الآلية، والتي يمكنها شق طريقها نحو المخابئ.
ووفقاً للتقديرات الأميركية، يمكن للروبوتات ذات الأرجل دخول الممرات المخفية وتعطيل المهاجمين بالبنادق أو الصواريخ أو القنابل المستقلة، ولكنها لن تستطيع إنقاذ الأسرى.
أما عن وحدة “سامور” التابعة للسلاح الهندسي الإسرائيلي، والمنسوبة لحيوان “ابن عرس” بالعبرية، المختص بـ “الممرات والأنفاق”، تقول الترجيحات إنها ستواجه قتالاً عنيفاً في حال دخلت إلى أنفاق المقاومة الفلسطينية، بعد أن أثبتت عدم موثوقية التقنيات التي تستخدمها، وفقاً لدراسة أُجريت عام 2020
في المحصّلة، ستتحول الأعماق الكهفية، إلى مقابر جماعية لضباط الاحتلال الإسرائيلي وجنوده، في حال فكروا في دخولها، أو إن عرفوا في الأصل مكانها.