راتب الشهر للأسبوع! أسرة سورية عاجزة عن اللحوم والفواكه وكلفة “التقشف” تلتهم مليونَي ليرة
كشفت أرقام جديدة عن اتساع الفجوة بشكل كارثي بين متوسط الأجور وكلفة المعيشة في سوريا، حيث أصبحت وجبات “التقشف” الخالية من اللحوم والفواكه تستهلك الراتب الشهري بالكامل خلال فترة وجيزة. ورغم الزيادة الحكومية الأخيرة على الرواتب، تضاعفت تكلفة سلة الغذاء الأساسية، مما يترك الأسر عاجزة عن تأمين أي احتياجات أخرى
تحليل الصدمة: ارتفاع جنوني لكلفة الوجبات الأساسية
أجرى موقع “سناك سوري” إحصائية تفصيلية لكلفة طعام أسرة مكونة من 5 أشخاص على مدار شهر.
معتمداً على وجبات بسيطة ومتواضعة (لبنة، زعتر، بيض، مسقعة باذنجان، فلافل)، ليتبين أن الكلفة الشهرية وصلت إلى 2 مليون و490 ألف ليرة سورية
مقارنة سريعة بين أيار (مايو) واليوم:
الفترة | الكلفة الشهرية التقديرية (لأسرة 5 أفراد) | النسبة المئوية للزيادة في الكلفة |
أيار الفائت | 1,700,000 ليرة | ــ |
الآن (سبتمبر) | 2,490,000 ليرة | زيادة 46% |
تُعزى هذه الزيادة الحادة في التكاليف إلى ارتفاع أسعار الخضروات بشكل أساسي،
فكيلو الفاصولياء، الذي كان بـ 8000 ليرة في أيار، وصل سعره اليوم إلى 25 ألف ليرة، مما اضطر الحسبة للاعتماد على الباذنجان كأرخص بديل متاح.
الوجبة اليومية | كلفة الوجبة الواحدة (سبتمبر 2025) | زيادة الكلفة مقارنة بأيار |
الإفطار (لبنة، بيض، زعتر) | 23,500 ليرة | كان 17,000 ليرة |
الغداء (مسقعة باذنجان وسلطة) | 45,000 ليرة | ــ |
العشاء (5 سندويشات فلافل) | 14,500 ليرة | كان 12,000 ليرة |
الكلفة اليومية الإجمالية | 83,000 ليرة | ــ |
مفارقة الراتب: زيادة 200% لم تواكب الغلاء
تكمن الصدمة الأكبر في المقارنة بين كلفة المعيشة والدخل.
صحيح أن الراتب المتوسط شهد زيادة بنسبة 200% بعد قرار شهر آب الفائت، ووصل إلى نحو مليون ليرة سورية، إلا أن هذا المبلغ لا يغطي سوى أقل من 40% من كلفة الوجبات الأساسية المتقشفة (2,490,000 ليرة).
يقول أبو أحمد، موظف حكومي لـ”سناك سوري”: «حتى مع زيادة الراتب الأخيرة ما عاد نلحق.. الراتب بيخلص بأول أسبوع على الأكل بس».
بينما تؤكد أم خالد أنها تستغني تماماً عن شراء اللحوم أو الدجاج منذ زمن طويل.
ويرى باحثون اقتصاديون أن هذا الواقع يعكس فشل الزيادة في اللحاق بـ**”تضخم الأسعار الجنوني”**.
حيث تستهلك المواد الغذائية وحدها معظم الدخل، ما يترك الأسر عاجزة عن تأمين احتياجات حيوية أخرى مثل الدواء، والمواصلات، والإيجار
وعود حكومية بتحسين الرواتب في قطاعات حيوية
على صعيد آخر، تم الإعلان مؤخراً عن زيادات في رواتب القضاة والعاملين في وزارة العدل.
حيث تراوح راتبهم بين 150 دولار للمستخدمين و250 دولار للقضاة، مع تعويضات قد تجعل بعض الرواتب تصل إلى 1200 دولار شهرياً.
وبالتزامن مع ذلك، برزت وعود من وزير المالية، محمد يسر برنية، بزيادات قريبة للتعويضات على الراتب للعاملين في وزارتي التربية والصحة.
حيث صدرت تصريحات حكومية حول زيادات جديدة للرواتب الحكومية مع بداية العام القادم.
هل تعتقد أن زيادات الرواتب الجديدة، حتى لو وصلت لقطاعات أوسع، ستتمكن من سد الفجوة الهائلة مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية؟
إقرأ أيضاً: مفاوضات سورية_عراقية لإعادة تشغيل خط أنابيب كركوك – بانياس
اقرأ أيضاً:مكافحة الإرهاب العراقي يعلن مقتل قيادي في داعش بريف حماة